الإغاثة الزراعية تختتم مشروعًا للمساهمة في التخفيف من أزمة المياه

اختتمت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) مشروع "تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه" الهادف إلى تمكين المزارعين والتغلب على العقبات التي تواجههم في توفير المياه كماً ونوعاً وتقليل خطر التعرض للفيضانات المفاجئة.


وعلى مدار 3 سنوات، نفّذت الإغاثة الزراعية المشروع بالشراكة مع مؤسسة الدياكوني الألمانية بتمويل من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الفدرالية الالمانية (BMZ) مستهدفًا 200 مزارع من مختلف محافظات قطاع غزة من خلال إنشاء برك حصاد مائي، بالإضافة إلى 135 مزارع من قرية أم النصر من خلال إنشاء وحدة تجميع وحقن لمياه الأمطار.


وهدف المشروع الى زيادة الوصول إلى مياه ذات نوعية جيدة، إضافة إلى تقليل مخاطر الفيضانات المفاجئة لسكان ومزارعي أم النصر، فضلاً عن زيادة التكيف مع ندرة المياه والملوحة والحد من التعرض لصدمات سبل عيش المزارعين.


واستعرضت الإغاثة الزراعية في نهاية مشروعها عددًا من قصص النجاح التي أظهرت جليًا الآثار الإيجابية التي خرجت بها. وكانت مدرسة حمزة بن عبد المطلب في قرية أم النصر واحدة من تلك الأمثلة، إذ كانت على مدار السنوات تغرق بالمياه كل شتاء وتحول دون وصول الطلاب والمعلمين إليها ولكن اختلف الامر كلياً بعد انشاء بركة تجميع وحقن واسترجاع مياه الامطار، فأصبحت المياه لا تتجمع امام المدرسة وأصبح بإمكان الطلاب الوصول الى مدارسهم بأمان ودون معيقات.


قصة أخرى حصدت صاحبتها نجاحًا ضمن جهود المشروع. فدوى التي تقطن في دير البلح وسط قطاع غزة، وتُعيل أسرة مكونة من 8 أفراد بعد وفاة زوجها من خلال إدارة مزرعتها الخاصة بما فيها من تجهيز وحراثة وحتى موسم الحصاد والتسويق.


تحدثت فدوى عن أبرز مشاكلها التي تواجهها في الزراعة، فمنها محدودية التنوع في محاصيل الفلفل والباذنجان وتأثرهما بملوحة مياه البئر المستخدمة في عملية الري، ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي مما يصعّب مهمة الري في الأوقات المناسبة.


استفادت فدوى من المشروع وتم إنشاء بركة خاصة ساعدت في حصاد 400 متر مكعب من مياه الأمطار خلال 3 أشهر لاحقة، ولوحظ التغير السريع في إنتاجية محصول الفلفل والتي ارتفعت من 4-6 طن خلال الموسم. كما وتحسّنت جودة وحجم ثمار الباذنجان بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى انخفاض تكاليف الري وزيادة الربح لفدوى في محاصيلها بنسبة الضعف عما كان سابقًا. وقالت: "منحني المشروع الفرصة لتحقيق التنوع في المحاصيل وقررت زراعة الخيار للمرة الأولى في العام المقبل بفضل نظام الحصاد المائي الذي يقوم بتزويد مياه نقية ومناسبة للمحصول".


أما وائل (62 عاما) وهو متزوج ويعيل أسرة مكونة من 15 فردًا، فمشكلته مختلفة. إذ يسكن في منطقة ريفية في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، ويمتلك أرضًا تقدر بـ 3 دونمات ويعتبرها مصدرًا للدخل. ومشكلته تمثلت في معاناته من الأمطار التي تهطل وتتسبب في غرق محصوله بسبب موقع الدفيئة الزراعية في منطقة منخفضة معرضة للغرق، مما يؤدي إلى انخفاض أرباحه وتراكم الديون عليه، عدا عن عدم قدرته على الاستفادة من تلك الأمطار في ري محصوله.


"عاد نبض القلب يتدفق من جديد"، هكذا وصف وائل مشاعره بعد أن تم إنشاء بركة بكل مستلزماتها وتسييجها بشبك الحماية المعدني، بالإضافة إلى ذلك تلقى تدريبًا على إدارة المزرعة شملت العديد من المهارات الزراعية بما فيها تقنين الاستخدام المفرط لمياه الري الأمر الذي مكّنه من تعويض خسائره.


وائل استطاع جمع ما يقارب 600 متر مكعب من مياه الأمطار وقام بخلط المياه الجوفية مع مياه الأمطار لتحسين جودة المياه لديه واستخدمها في زيادة إنتاجية محصوله من البندورة بحوالي 3 طن في الموسم، كما انخفضت تكلفة شراء المياه التي كان يستخدمها في الري بحوالي 40% بعد إنشاء البركة.


إلى ذلك، تُوصي الإغاثة الزراعية بتكرار وتطوير نموذج التدخل لكل من برك تجميع مياه الأمطار من أسطح الدفيئات أو نموذج البرك الجماعية لتجميع مياه الامطار وحقنها وضخها في لتخدم نفس المجتمعات وغيرها في قطاع غزة مع التركيز على محافظتي خانيونس ورفح بسبب الهشاشة والاحتياج الشديد، عدا عن مواصلة دعم المزارعين في قرية أم النصر وتلبية احتياجاتهم.


اشترك في القائمة البريدية