نظم مركز إبداع المعلم والائتلاف التربوي الفلسطيني بالشراكة مع مركز د. حيد عبد الشافي للثقافة والتنمية مؤتمراً بعنوان "الحق في التعليم في قطاع غزة: صور الانتهاكات وضمانات الحماية في ظل الحصار"، بحضور عدد كبير من المؤسسات الأهلية المحلية والدولية وممثلين عن وزارة التربية والتعليم العالي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وشخصيات مجتمعية وإعلامية داعمة لقضايا التعليم، وذلك يوم امس الخميس الموافق 5 آذار/ مارس 2020 في فندق الروتس في مدينة غزة.
هذا ويهدف المؤتمر الى تسليط الضوء على الحق في التعليم في قطاع غزة وتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها التعليم في غزة، وأي ضمانات حماية ممكن ان يتم توفيرها في ظل الحصار، وبلورة رؤيا استشرافية لحملة دعم ومناصرة كجزء من دور المنظمات الاهلية المحلية والدولية، إضافة الى النظر في مدى ترجمة المنظمات الاهلية في ترجمة الالتزمات العالمية في اطار الهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني فيما يتعلق بالتعليم.
اُفتتح المؤتمر بالسلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وفي كلمتها الافتتاحية رحبت أ. "أمال السبعاوي" عضو مجلس إدارة مركز إبداع المعلم بالحضور، مؤكدة على أهمية انعقاد المؤتمر في هذه الظروف التي يعيشها قطاع غزة تحت الحصار ومعالجته لقضية التعليم التي تعتبر من القضايا المهمة التي يجب ايلائها اهتمام كبير.
كما وتحدتث "السبعاوي" عن أهمية هذا المؤتمر باعتباره خطوة عملية، وخارطة طريق لتدخلات مأمولة، واستنهاض الكل لأن الوقت قد حان لرفع الصوت عالياً تجاه ما يجب أن يكون، كما ان توفير المتطلبات يستوجب عملا مدروسا من الجميع، والمهم أن يبدأ العمل وتتعاظم الجهود ما بين تدخلات محلية ودولية لضمان الحق في التعليم في قطاع غزة.
وتحدث مدير مركز د. حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية أ. "محسن أبو رمضان" مشيراً الى اهمية التعليم باعتباره رافعة تنموية واداة نضالية للشعب الفلسطيني. كما شدد أبو رمضان على ضرورة تجنيب التعليم التجاذبات السياسية والانقسام من اجل ضمان انتظام العملية التعليمية ومساهتمها فى العملية التنموية. كذلك ضرورة حشد كل الجهود من أجل الضغط والمناصرة لصالح الحق في التعليم لكل الاطفال الفلسطينيين اينما وجدوا وخاصة تسهيل حركة الطلاب والمعلمين في قطاع غزة للوصول الى المؤسسات التعليمية داخل وخارج قطاع غزة، وانه قد حان إنهاء الحصار.
هذا وقد تخلل المؤتمر جلستين رئيسيتين، خصصت الجلسة الأولي من المؤتمر حول الهدف الرابع في ميدان الاستحضار لتوجيه المسار، في اطار اجراء مقاربات حول الهدف الرابع الذي ينص على التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، الجلسة كانت برئاسة أ. أمجد الشوا – مدير شبكة المنظمات الأهلية بغزة، وفيها قدم الأستاذ غسان أبو حطب- منسق مركز دراسات التنمية بجامعة بيرزيت بغزة ورقة عمل بعنوان "التدخلات المؤسساتية لتوطين الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة في الخطط التنموية وفقاً للسياق الوطني الفلسطيني"، والتي شدد فيها على اهمية توطين الهدف الرابع وتبيئته على المستوى الوطني الفلسطيني، وضرورة تفعيل دور المؤسسات الاهلية في متابعة تنفيذ الهدف الرابع في السياق الفلسطيني بما يخدم احداث تنمية تحررية انعتاقية.
كما وعرض مدير عام مركز إبداع المعلم ورئيس الائتلاف التربوي الفلسطيني الأستاذ رفعت صباح ورقة عمل بعنوان "دور المنظمات الأهلية في ترجمة الالتزامات العالمية في اطار الهدف الرابع على المستوى الوطني وتبعاته على تطوير التعليم في قطاع غزة" والتي اشار فيها الى اهمية تنظيم حملات دعم ومناصرة لضمان أن تظل أولويات التعليم وغايات الهدف الرابع بمنأى عن ويلات الانقسام وتداعياته، وعن المحاصصة الفئوية والحزبية، وتعزيز نهج الشراكة في العمل، والرصد والمتابعة والتوثيق، وتزويد متخذي القرار والفرقاء ببيانات واضحة عن مكامن القصور والخلل، تنسيق الجهود بين مؤسسات المجتمع المدني لتشكيل قوة ضاغطة باتجاه إحداث التغيير المطلوب.
وفي الجلسة الثانية تم تناول محور آليات المساءلة وضرورات الحماية في مواجهة تكرار الانتهاكات، وما هي ضمانات الحماية مسلطا الضوء على اهمية حملات مناصرة تقودها مؤسسات المجتمع المدني تتجاوز الشكل الاعتيادي، وبحيث تكون مصممة على أساس تحميل كل ذي علاقة مسؤوليته لا تحميله المسؤولية للطرف الآخر.
وختاماً قدم المتحدثين والحضور عدد من التوصيات التي تهدف إلى توحيد الجهود لكافة الأطراف الفاعلة في مجال التعليم لوضع آليات داعمة وقابلة للتطبيق من أجل ضمان عدم تدهور وانهيار المنظومة التعليمية في غزة تحت الحصار.