جمعية الملتقى التربوي في غزة تعرض خمسة أفلام من إنتاج "شاشات"






نظمت جمعية الملتقى التربوي في غزة، خمسة عروض من مجموعة أفلام "أنا فلسطينية" خلال شهر أكتوبر، بحضور فئات وشرائح مختلفة وخاصة فئة النساء.


وتأتي هذه العروض ضمن مشروع "يلا نشوف فيلم!" وهو مشروع شراكة ثقافية مجتمعية تديره مؤسسة شاشات سينما المرأة بالشراكة مع جمعية الخريجات الجامعيات وجمعية عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي وبدعم مساند من ((CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي.


هذا ويسعى المشروع من خلال هذه الأنشطة الثقافية السينمائية إلى تطوير قدرة الفئات المجتمعية علي النقاش والتفاعل المتبادل، بهدف تعزيز حرية التعبير والتسامح والسلم والمسؤولية المجتمعية، بشكل يجعل تلك الفئات قادرة على المساهمة الفعالة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع وحقوق الإنسان، ويشارك بفاعلية في تحديد أولويات التنمية.


فيلم "خيوط من حرير" للمخرجة ولاء سعادة أشار إلى أهمية التراث الفلسطيني واختلافه من الماضي إلى الحاضر، وتطرق النقاش إلى أهمية وتعزيز الموروث الثقافي في المناهج التعليمية الفلسطينية، و أجمع المشاركون على أن التراث الفلسطيني يعبر عن ارتباط الإنسان الفلسطيني بالأرض عبر الأجيال فهو يشكل خارطة للوعي تؤهل الفلسطيني للتعامل مع الأرض والشجر والطبيعة الفلسطينية وهو موروث عميق وضارب في الزمن، مؤكدين على ضرورة دعم المهن التراثية مثل التطريز والمشغولات اليدوية الفلسطينية والحفاظ عليها كجزء أصيل من الثقافة الفلسطينية.


أما فيلم "سرد" للمخرجة زينة رمضان فأكد الحاضرون على أن الفيلم يحاكي المشاعر الخاصة التي يعاني منها سكان قطاع غزة جراء الاختناق والحصار المفروض عليه والذي أنهك منذ أكثر من عقد من الزمان كل مظاهر الحياة فيها، ذلك الحصار الذي يقضي علي أحلام الطالبات والطلاب والشباب والعائلات بأن يجدوا أفقاً أكثر رحابة لحياتهم من مدينة ضاقت عقب تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والحروب المتتالية، قال أحد الحضور" الانتظار شيء متعب للطاقة كشاب وأن من أصعب الأشياء انتظار المجهول فقد ربط لنا الانتظار بشيء مجهول هو نفسه لا يدرك اي معنى له ولا يستطيع الإحساس بالأمل".


بينما فيلم "ورق دوالي" للمخرجة دينا أمين فعكس الواقع الفلسطيني من منعهم وحرمانهم من التواصل مع عائلاتهم، وبرأي الجمهور، فإن بطلة الفيلم كانت تجسد تلك المعاناة من حيث معاناتها للتنقل داخل القدس أو لزيارة أهلها في سوريا وكيفية تخطيها الحواجز والمعاملة السيئة من قبل الاحتلال، وأشاروا إلى مدى التشابه بين العادات والتقاليد بين الشعب السوري والفلسطيني، فبلاد الشام وياسمينها العتيق وورق العنب المتدلي بحاراتها صورة مكررة بين البلدين الشقيقين والذي يؤكد مدى الترابط الثقافي والحضاري والفكري بين الشعبين، ويرى الجمهور أن قصة الجدة في سرد ذكرياتها اختصرت معاناة كل فلسطيني مغترب عن أرضه وعن عامل الحنين الذي يجمع بين زمنين ومكانين مختلفين.


تحدث خلال العرض عن مفهوم الوطن، فقال أحد الشباب "إن الوطن ما هو إلا انتماء وخصص حالتنا في فلسطين، ويقول أينما كنا، يكون انتماءنا للبلد المنشأ، وقال ان كل مكان قديم لم تصله الحداثة هو عبارة عن الوطن بالنسبة لي فهو يمثل سعادة كبيرة لي".


وقال آخر" الوطن بالنسبة لي عبارة عن شيئيين، شيء مادي وشيء ملموس، المادي أن أرى أهلي وأقاربي وأصدقائي وبيتي ومدينتي ووطني، أما عن الشيء الملموس هي القضية التي أحلم بها والرسالة التي من أجلها أصارع في هذه الحياة، وجيفارا الذي يقول أينما كان الظلم فهناك يكون وطني".


المخرجة آلاء الدسوقي سلطت الضوء في فيلمها "الغول" على قضية الأم خلال الحرب وما يقع عليها من مهام ومسؤوليات، والرعب الذي تشعر به خوفاً على أطفالها وبيتها ومحاولتها حمايتهم، ففي الفيلم يرى الجمهور أن الأم تحارب بكل ضعفها وصمودها جيشاً في ليلة واحدة، فكان صباحها أشد خوفا، تاركةً وراءها كلمات ستعاد في كل ليلة عدوان على كل أم فلسطينية، عند سؤال الحضور عن الغول قيل " البحر، والحرب، الموت، المقبرة، الخوف، الليل" هي غول دائم.


كما أثار فيلم "يا ريتني مش فلسطينية" للمخرجة فداء نصر، جدلا في نقاش الحضور، فالمتوقع دائما من الفلسطينيين الصبر والصمود والمقاومة، ويعبر هذا الفيلم للوهلة الأولى بعكس ذلك، لاسيما الضغوط التي تواجه الفتاة الشابة الفلسطينية من قيود وضغوط يسببها العادات والتقاليد التي تقيد حرية الفتيات، بالإضافة إلى الممارسات الإسرائيلية التي تكبل المرأة وتدعم الممارسات الاجتماعية السلبية تجاه النساء.


وقد أثار رغبة المخرجة بأن تكون فلسطينية في زرع بذور الأمل لدى النساء، في التغيير والصمود في مواجهة كل تلك التحديات، والثبات على الأرض والتمسك بها، والذي يحمل في طياته الاعتزاز بالهوية.


ومن الجدير ذكره أن جميع الأفلام أخرجتها شابات فلسطينيات يهدفن إلى تشكيل الوعي الاجتماعي لدى الفرد وتمهد له الطريق لتطوير ذاته وزرع نواة الإبداع التي من شأنها أن تساهم في بناء وتطوير الفرد لمجتمعه، بالإضافة إلي رفع مستوى الوعي والإدراك لدى الفرد بضرورة تحمل مسئوليته تجاه مجتمعه، وبضرورة تطبيق مبدأ المشاركة والمسئولية المجتمعية والحفاظ علي السلم والنسيج الاجتماعي وتطبيق مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، ولا سيما أن هناك فئة في المجتمع ما زالت تحمل وتتبنى الكثير من الأفكار التي تحمل التعقيدات الاجتماعية تجاه المرأة الفلسطينية، وخاصة نظرته في انحصار مكانتها في المجتمع في  ممارسة أدوار معينة ومحددة وفقاً للعادات والتقاليد البالية.







اشترك في القائمة البريدية