نظم برنامج غزة للصحة النفسية ورشة عمل بعنوان "عالم خال من التعذيب" بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب
بمشاركة حشد غفير من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية والمؤسسات الحكومية ووسط أجواء من الدعم والتضامن نظم برنامج غزة للصحة النفسية يوم أمس في مدينة غزة ندوة بمناسبة ’اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب‘ الذي يصادف السادس والعشرين من حزيران من كل عام.
وابتدأت الندوة، التي حضرها أيضا عدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية، بكلمة الدكتور ياسر أبو جامع، المدير العام للبرنامج، الذي قدم نبذة تاريخية عن قضية التعذيب ودخولها معترك نضال حقوق الإنسان والمحطات التي مرت بها وصولا إلى تبنيها على المستوى الدولي.
كما وتخلل الندوة عرض مسرحي تم من خلاله محاكاة بعض تفاصيل التجربة الفعلية التي يتعرض لها ضحايا التعذيب وأثرها النفسي والاجتماعي عليهم، حيث أثيرت مشاعر التعاطف والتضامن لدى الحضور الذين عبروا في مداخلاتهم لاحقا عن دهشتهم من هذه الآثار التي غالبا "لا يدركها المجتمع وبالتالي لا تندرج ضمن القضايا الملحة التي يجب معالجتها".
وقام أيضا خلال الندوة ثلاثة من الأسرى المحررين بالتحدث للحضور عن تجاربهم الشخصية داخل السجون والآثار النفسية والمجتمعية التي انتقلت معهم خارج جدران السجون.
وبعد الاستماع إلى شهادات الأسرى، قامت مجموعة من الأخصائيين في مجال الصحة النفسية، وحقوق الإنسان، والقانون، كل حسب اختصاصه، بإعطاء تعليقهم المهني على قضية التعذيب، حيث قام السيد بكر التركماني، منسق التحقيقات والشكاوى في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، بشرح واقع جريمة التعذيب في فلسطين والجانب القانوني ومستوى القصور في التشريعات المحلية الخاصة بها.
كما وقامت السيدة ميرفت النحال، منسقة وحدة المساعدة القانونية في مركز الميزان لحقوق الإنسان، بالتحدث عن القوانين الدولية ومدى تعاطى مصلحة السجون الإسرائيلية مع هذه القوانين. وتحدث من برنامج غزة الأستاذ حسن زيادة، أخصائي نفسي، عن آثار اضطرابات ما بعد الصدمة التي يتعرض لها ضحايا التعذيب وكيفية التعامل معها من خلال الاستشهاد بأمثلة حية وردت في شهادة الاسرى الذين شاركوا تجاربهم خلال الندوة.
وفي نهاية الندوة أُفسح المجال أمام الحضور لإعطاء أراءهم وطرح مداخلاتهم. اختتاما قام دكتور محمد ابو شهلا رئيس مجلس الإدارة بتوزيع الدروع على الأسرى المحررين الذين شاركونا تجاربهم.