الأمطار هبة السماء ووجوب جمعها في قطاع غزة

بقلم المهندس / محمد يحيى التلمس


مياه المطار على قطاع غزة على الرغم من قلتها إلا أنها هبة من هبات الخالق عز وجل لا بد أن نجيد الإستفادة منها لتخفيف من حدة الأزمة المائية التي نمر بها. حيث يقدر المعدل السنوي لمياه الأمطار بحوالي 125 مليون متر مكعب، يصل منها حوالي 50 مليون متر مكعب فقط إلى الخزان الجوفي ويهدر الباقي إما إلى البحر أو كنتيجة للتبخر خصوصاً مع التغيير السلبي في طبيعة التربة والامتداد العمراني وعدم وجود مصائد مائية في قطاع غزة.


يتم هذا الإهدار لكل هذا الماء في الوقت الذي يتراجع منسوب المياه في الخزان الجوفي الساحلي الذي يعد  المصدر الوحيد للمياه لما يزيد عن مليون وثمانمائة ألف نسمة في قطاع غزة بشكل متسارع و كبير. حيث ييستهلك قطاع غزة من مياه ذلك الخزان ما يقارب مائة وسبعين مليون متر مكعب سنويا أي ما يزيد عن ثلاثة أضعاف المياه التي تصل الخزان بسبب تسرب مياه الأمطار إليه. والتي تمثل المصدر الأكبر إن  لم يكن الوحيد الوحيد لتغذية الخزان الجوفي بالمياه الصالحة للشرب.


إضافة الى ذلك و بشكل جزني بسببه أي بسبب الإنخفاض المستمر لمستويات المياه في الخزان الجوفي  فإن مياه هذا الخزان تعاني من إزدياد مضطرد في معدلات التملّح والتلوث. مما جعل نسبة كبيرة جداً من المياه تصل للمستهلك غير صالحة للشرب حسب المعايير العالمية فلقد أعلنت سلطة المياه الفلسطينية  أن 95% من مياه قطاع غزة لا تتفق مع معايير منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب. حسب تقديرات دائرة الإحصاء المركزي فإن عدد سكان قطاع غزة سيتجاوز2 مليون نسمة بحلول عام 2020 م، الأمر الذي سيؤدي الى زيادة الطلب علي المياه وبالتالي زيادة كميات مياه الصرف الصحي المنتجة. لذا فان أزمة المياه في قطاع غزة في تفاقم مستمر.


مياه الأمطار إذا ما جمعت بشكل صحيح فإنها تمتاز بنقاء شديد يفوق أية مياه أخرى جوفية كانت أو سطحية. مثل هذه المياه لها العديد من الاستخدامات حيث يمكننا استخدامها  للشرب والطهي والاستحمام أو استخدامات أخرى مثل ري المسطحات الخضراء وسقي الماشية والغسيل. ولكن عند ملامسة مياه المطار لأجسام كأسطح المنازل أو الصخور أو التربة فإنها تفقد بعضاً من نقائها. فمثلاً عندما تتسرب المياه من خلال الأرض والصخور  فانها تلتقط المعادن والاملاح و عندما تحتك بالتربة فإنها تجمع ملوثات أخرى كالمواد الكيميائية الصناعية و المبيدات. عندما تسقط المياه على أسطح المنازل فقد تصبح ملوثة بالبكتيريا القولونية بسبب إحتكاكها بروث الطيور أو الحيوانات. لكن مع كل ذلك تبقى مياه الأمطار إذا ما جمعت صالحة تماما لمعظم الإستخدامات البشرية و غير البشرية ما عدا الشرب.  فإذا ما تم كلورة هذه المياه أو غليها بشكل صحيح  فإنها تصبح صالحة تماما حتى للشرب.


 مياه الامطار المخزنة هي أيضاً احتياطي جيد في حالات الطوارئ كحالات انقطاع التيار الكهربائي او في فترات الجفاف الشديد او جفاف ابار المياه. في بعض المناطق عندما تكون امدادات المياه غير متوفرة او غالية الثمن نوعا ما، سيكون تجميع مياه الامطار هو الخيار الأقل تكلفة ويكون اقل ثمنا من المياه المعبئة. تجميع مياه الامطار يقلل الأثر على الخزان الجوفي من خلال تقليل إستهلاك مياه  هذا  الخزان . تجميع مياه الامطار المتساقطة على الاسطح يقلل من حدوث الفيضانات حيث انه في بعض المناطق 50% من الأرض مغطاة بالأسطح.


من كل ما سبق يتضح أن كل نقطة مياه أمطار هي ثروة نحن في قطاع غزة في أشد الحاجة إليها. حيث أننا إذا ما أحسنا إستخدام هذه الثروات سنتمكن من تبطيء التدهور في كميات و جودة مياه الخزان الجوفي بينما نتمتع بمياه غير مكلفة و عالية الجودة للغسيل و الإستحمام و ري مزروعاتنا و مساحاتنا الخضراء. تجميع و إستخدام مياه الأمطار يعزز صمودنا حيث أنه يعتمد على مصادر متجددة غير قابلة للنفاذ و غير مرتبطة بشبكة المياه المعرضة لشتى أشكال الأخطار. هناك أنظمة عديدة لتجميع و إستخدام مياه الأمطار للأغراض الزراعية و المنزلية متفاوتة الكلفة و الكفاءة و العمر الإفتراضي. سيتم إستعراض بعض من هذه الأنظمة في مقالات لاحقة ينتجها مهندسي و خبراء جمعية التنمية الزراعية.


العوامل التي تدعونا لجمع مياه الامطار في قطاع غزة:


الخزان الجوفي الساحلي المصدر الوحيد للمياه لأهالي قطاع غزة، حيث يستهلك السكان في قطاع غزة من مياه ذلك الخزان ما يقارب مائة وسبعين مليون متر مكعب سنويا. وتعد الأمطار المصدر الوحيد لتغذية الخزان الجوفي بالمياه الصالحة للشرب وهي محدودة جداً نظراً لطبيعة المنطقة الجافة، من ناحية أخرى يعاني الخزان الجوفي من نقص حاد في كمية المياه، حيث أن معدل الاستهلاك يفوق ثلاثة أضعاف معدل تغذية الخزان الجوفي. إضافة الى ذلك يعاني الخزان الجوفي من التملّح والتلوث بسبب الاستخدام الجائر لمياهه الذي يؤدي لتقدم مياه البحر، مما جعل نسبة كبيرة جداً من المياه تصل للمستهلك غير صالحة للشرب حسب المعايير العالمية. علاوة على ذلك أزمة المياه في قطاع غزة في تفاقم مستمر علما بأن عدد السكان سوف يتجاوز 2 مليون نسمة بحلول عام 2020  .


إضافة إلى الشح الحاد في المورد المائي، فإن هناك العديد من العوامل التي تزيد من تفاقم مشكلة وصول المياه إلى بعض المناطق السكنية في قطاع غزة، منها: ضعف كفاءة شبكات توزيع المياه و التي لا تتجاوز 55 % وقد تكون أقل في بعض المناطق، وهذا يعود إما لتلف فيزيائي في شبكات المياه، أو لوجود بعض الممارسات الغير قانونية التي يتعمد بعض المخالفين ارتكابها، وبسبب ذلك فإن متوسط معدل المياه يصل إلى 85 لتر لكل فرد يومياً، و الذي يعتبر أقل من المعايير الدولية المطلوبة. و يعتبر المتوسط العام لتركيز الأملاح الذائبة في قطاع غزة حوالي 1200 ملغم/ لتر، مع الأخذ بعين الاعتبار أن النهايات العظمى تصل في بعض المناطق  إلى 5000 ملغم / لتر , في حين أن القيمة المسموح بها لتركيز الأملاح الذائبة وفقا للمعايير الفلسطينية والتي حددتها سلطة جودة البيئية تتراوح ما بين 1000-1500 ملغم / لتر. أما بالنسبة للنترات فإن المتوسط العام هو في حدود 120 ملغم /لتر, في حين أن القيمة العظمى تصل إلى 400 ملغم/لتر خاصة في المناطق التي لا يوجد فيها شبكات صرف صحي , وينبغي الاشارة أيضا إلى أن القيمة المسموح بها لتركيز النترات في مياه الشرب وكما أشارت سلطة جودة البيئة ينبغي ألا تزيد عن 50 ملغم/ لتر .”


والعامل المؤثر الثاني هو جودة المياه ، حيث أن المياه التي يُزود بها المواطنون بعيدة عن المعايير الدولية اللازمة للاستخدام الآمن ،فهناك زيادة في تركيز الاملاح الذائبة والنترات نتيجةً لـلسحب الجائر من الخزان الجوفي و الذي يؤدي إلى زيادة تداخل مياه البحر، كما أن تشغيل آبار السحب من الخزان الجوفي بطاقة إنتاجية أكبر من القدرة الطبيعية للخزان يزيد من تفاقم المشكلة، إضافة إلى ذلك وجود بعض المناطق الغير متصلة بشبكات الصرف الصحي و الاعتماد فيها على الحفر الامتصاصية septic tanks لتصريف مياه الصرف الصحي، فتصل بذلك إلى الخزان الجوفي، وهناك أسباب أخرى ناتجة عن استخدام المبيدات الزراعية، والإفراط في استخدام الأسمدة. و قد عقب الشيخ على ما سبق وفقاً للإحصاءات قائلاً “يعتبر المتوسط العام لتركيز الأملاح الذائبة في قطاع غزة حوالي 1200 ملغم/لتر، مع الأخذ بعين الاعتبار أن النهايات العظمى تصل في بعض المناطق من محافظة غزة ومحافظة رفح إلى 5000 ملغم/لتر، في حين أن القيمة المسموح بها لتركيز الأملاح الذائبة وفقاً للمعايير الفلسطينية والتي حددتها سلطة جودة البيئية EQA تتراوح ما بين 1500-1000 ملغم/لتر. أما بالنسبة للنترات فإن المتوسط العام هو في حدود 120 ملغم/لتر، في حين أن القيمة العظمى تصل إلى 400 ملغم/لتر خاصة في المناطق التي لا يوجد فيها شبكات صرف صحي، وينبغي الاشارة أيضاً إلى أن القيمة المسموح بها لتركيز النترات في مياه الشرب وكما أشارت سلطة جودة البيئة ينبغي ألا تزيد عن 50 ملغم/لتر .”


 

 

اشترك في القائمة البريدية