"مساواة" تعقد مؤتمر بعنوان: "الاعتداءات الجنسية على الأطفال: ليقف كلّ منا عند مسؤولياته"

عقد المركز الفلسطيني لاستقلال المحاماة والقضاء "مساواة" في مدينة غزة لقاءً مجتمعياً موسعاً بعنوان: "الاعتداءات الجنسية على الأطفال: ليقف كلّ منا عند مسؤولياته".



قُدمت خلال اللقاء 7 أوراق عمل تناولت الأسباب الكامنة وراء حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال والآثار والمخاطر المترتبة عليها والإجراءات الواجب اتخاذها على المستوى الوطني العام لمواجهتها وصولاً إلى مجتمع خالٍ من الاعتداء الجنسي أو انتهاك حقوق الطفولة في فلسطين. قدّم الأوراق عدد من المختصين من أصحاب الواجبات والمؤسسات الأهلية والشخصيات المجتمعية، وتضمنت الأوراق استعراض وتقييم واقع الطفولة في قطاع غزة ومتطلبات الحفاظ على سلامة الأطفال الجسدية والنفسية والعقلية بوصفهم الأجيال المعبرة عن القيم الحضارية لشعبنا، وتجسيداً لمقولة الثروة الحقيقية لأي كيان هو الإنسان، وحتى لا يتحول الاعتداء على براءة الأطفال وكرامتهم الإنسانية وطهارتهم الجسدية ونقائهم النفسي والوجداني إلى ظاهرة تهدد وحدة النسيج المجتمعي وتشوه واقع ومستقبل شعبنا وأجياله.



هذا وشارك في اللقاء 156 مواطناً من بينهم 41 سيدة، حيث افتُتح بكلمة ترحيبية قدمها عضو مجلس إدارة "مساواة" المحامي شرحبيل الزعيم. وأدارت الحوار المحامية إصلاح حسنية، وهي إحدى أعضاء مجلس إدارة "مساواة". كما تم عرض تقرير استقصائي إعلامي حول التحرش والاعتداءات الجنسية على الأطفال في قطاع غزة من قبل الصحفي أمجد ياغي، وهو عضو في شبكة المدافعين عن حقوق الإنسان الفلسطينية.



تناول المتحدثون جملة من المحاور منها دور القضاء في معالجة الاعتداءات الجنسية على الأطفال، قدمه القاضي محمد أبو مصبح، تلاه محور دور النيابة العامة في معالجة حالات الاعتداءات الجنسية على الأطفال والتعامل القانوني معها، قدمها الأستاذ زياد النمرة، ودار المحور الثالث حول دور نقابة المحامين في الحد من انتشار هذه الحالات ومساهمتها في التوعية القانونية وأدوات المساءلة والمحاسبة التي من شأنها منع تحول الحالات المذكورة إلى ظاهرة، قدمه نائب نقيب المحامين المحامي صافي الدحدوح. هذا وتناول المختار سيف الدين أبو رمضان رئيس جمعية مخاتير فلسطين دور المختار كساعٍ عرفيٍّ بين الضحية والجاني، تبعه المحامي الإعلامي كمال حجازي الذي تناول في مداخلته سلبيات وإيجابيات الإعلان عن جريمة الاعتداء الجنسي على الأطفال كطريق علاجي وقائي. واختتمت المداخلات بورقة قدمتها الأخصائية سمية كرسوع العاملة في جمعية عايشة لحماية المرأة والطفل، تناولت حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال الواردة إلى الجمعية ودورها في تقديم العلاج النفسي للضحايا وأسرهم.



واختتم المؤتمر  بالإعلان عن تشكيل ائتلاف أهلي مجتمعي يضم 109 من الشخصيات وممثلي المؤسسات المشاركة بالمؤتمر من ضمنها "مساواة"، وجمعية أطفالنا للصم، وجمعية الاتحاد العام للمعاقين، وجمعية مخاتير فلسطين، وجمعية تنمية المرأة الريفية، وجمعية تطوير الأسرة، ومركز الأبحاث والاستشارات القانونية، وجمعية عايشة لحماية المرأة والطفل، وجمعية تنمية الشباب، وجمعية الثقافة والفكر الحر، وجمعية البحث العلمي والدراسات، بالإضافة إلى شخصيات مجتمعية وقانونية تمثل عين المجتمع وصوته تجاه أي اعتداء يمسّ بالكرامة الإنسانية للأطفال وترقب مدى وفاء الأطر والمؤسسات الرسمية لواجبها، وترصد أي انتهاك أو مساس بالطفولة في فلسطين وتوثقه وتتابعه وتعالجه، بُغية الوصول إلى مجتمع خالٍ من الاعتداء على الطفولة. وينبغي أن يعتمد منهج المكاشفة والمساءلة على آلية لتحقيق هذا الهدف، وسيتولى الائتلاف مهمة الرقابة على الأداء الرسمي الإداري والتنفيذي، بما يضمن الالتزام العملي باتخاذ المقتضى القانوني والثقافي والاجتماعي والصحي، بما يؤمن بيئة أسرية ومجتمعية حاضنة للأطفال وممكنة لهم لبناء مستقبلهم الآمن.


اشترك في القائمة البريدية