أنهى مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) تنفيذ 45 ورشة توعية حول "آليات حلّ النزاعات بالطرق البديلة في قطاع غزة"، شملت 12 ورشة في مدينة غزة، و15 ورشة في محافظة خانيونس، و18 ورشة في المحافظة الوسطى، وذلك ضمن أنشطة مشروع "حشد الجهود المجتمعية لتعزيز مشاركة وأدوار النساء في مراكز صنع القرار" المنفّذ بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women).
واستفادت من هذه الورش 1916 امرأة وفتاة، من بينهن 132 امرأة من ذوات الإعاقة، في إطار سعي المركز إلى توسيع دائرة الوعي القانوني والمجتمعي، وتمكين النساء من أدوات بديلة للتعامل مع النزاعات اليومية بطرق سلمية تحفظ الحقوق وتعزّز التماسك الاجتماعي، خاصة في ظل تداعيات حرب عام 2023 وما رافقها من تعطل في منظومة العدالة الرسمية.
وقالت خلود السوالمة، منسّقة المشروع، إن هذه الورش "لم تكن مجرد جلسات تدريبية، بل شكّلت مساحة آمنة أعادت للنساء القدرة على إدراك حقوقهن والتعامل مع النزاعات بوعي ومسؤولية، في ظل الظروف المعقدة التي فرضتها الحرب".
وأضافت أن التجربة "أثبتت الحاجة الماسّة لدى المشاركات لأدوات بديلة تمنحهن القدرة على حماية حقوقهن والمشاركة بفاعلية، بعيدًا عن غياب منظومة العدالة الرسمية"، مؤكدة أن تدخلات المركز "تتجاوز التدريب لتكون مساهمة فعلية في ترميم النسيج المجتمعي وتعزيز دور النساء في صناعة القرار وحلّ النزاعات".
وفي السياق ذاته، أدّت المحاميات والمتخصصات المشاركات في تنفيذ الورش دورًا محوريًا في تيسير الجلسات، عبر توفير بيئة آمنة ومشجّعة للنساء لسرد تجاربهن اليومية والخلافات التي يواجهنها، وأتاح هذا التفاعل للميسّرات فهم احتياجات النساء بشكل مباشر، وتقديم أساليب عملية وقانونية لحل النزاعات بطرق سلمية وواقعية، بما ساعد المشاركات على استكشاف حلول ملائمة لأنفسهن، واكتساب أدوات عملية للتصرف بثقة ووعي عند مواجهة الخلافات.
وتناولت الورش آليات حل النزاعات بالطرق البديلة، بما يشمل الوساطة، التحكيم، المصالحة، التوفيق، التفاهم المجتمعي، والصلح العشائري، مع التركيز على تمكين النساء من فهم خطوات كل آلية وأهميتها في حماية الحقوق والحفاظ على العلاقات الاجتماعية.
كما ركّزت الجلسات على تعزيز مهارات التواصل الفعّال والاستماع النشط، وفهم دور القوانين في دعم الحلول البديلة، بما يمكّن المشاركات من التعامل مع النزاعات اليومية بوعي ومسؤولية واتخاذ قرارات مدروسة.
وأكدت مشاركات في الورش أن هذه الجلسات "فتحت آفاقًا جديدة لفهم الحقوق والتعامل مع النزاعات بطريقة واعية ومسؤولة"، مشيرات إلى أن امتلاك المعرفة القانونية "يمنح النساء القدرة على حماية أنفسهن والمساهمة بفاعلية في المجتمع"، ومشدّدات على أهمية استمرار مثل هذه البرامج، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها الحرب.
وخلال عام 2025، واصل مركز التنمية والإعلام المجتمعي جهوده في تعزيز ثقافة الحلول البديلة للنزاعات عبر تنفيذ برامج متنوعة استهدفت مختلف فئات المجتمع، وركّزت على تزويد النساء والرجال والشباب بالمعرفة القانونية والمهارات العملية اللازمة للتعامل مع النزاعات اليومية بطرق سلمية وبنّاءة، بما يرسّخ قيم حقوق الإنسان ويعزّز المشاركة المجتمعية الفاعلة.
ويُذكر أن مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) هو مؤسسة تنموية وإعلامية فلسطينية، تعمل على توظيف وسائل الإعلام والإعلام الاجتماعي كمنصّة للخطاب الديمقراطي، والدعوة إلى حقوق الإنسان والمواطنة، وتعزيز العدالة الاجتماعية والحرية والازدهار، من خلال تمكين الفئات المجتمعية المختلفة من أدوات المعرفة والتعبير الواعي والمسؤول.
