إبداع المعلم واتحاد المعلمين يعقدان لقاءً تربويًا في خان يونس لتعزيز التعافي التعليمي والدعم النفسي في قطاع غزة

عقدت جمعية إبداع المعلم، بالشراكة مع اتحاد المعلمين، لقاءً تربويًا حواريًا بعنوان «أصوات المعلمين والخبراء لتعزيز الحق في التعليم»، ضمن مشروع أصوات المعلمين مهم لتعزيز الحق بالتعليم الممول من الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع اتحاد المعلمين وملتقى الطلبة، وذلك في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بمشاركة واسعة من المعلمين ذوي الخبرة، والخبراء والأكاديميين التربويين، وممثلين عن وزارة التربية والتعليم، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني وأولياء الأمور. وقد نُفذ اللقاء بدعم من الاتحاد الأوروبي وملتقى الطلبة.

ويأتي هذا اللقاء في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، في إطار الجهود الرامية إلى تقييم واقع العملية التعليمية والدعم النفسي والاجتماعي في قطاع غزة، وتسليط الضوء على التحديات المتراكمة التي تواجه الطلبة والمعلمين، والعمل على بلورة توصيات عملية تسهم في التعافي التعليمي والنفسي، وضمان الحق في التعليم في بيئة آمنة وشاملة.

وخلال اللقاء، ناقش المشاركون أثر الانقطاع الطويل عن التعليم، وما خلّفته الحرب من فجوة تعليمية وتداعيات نفسية واجتماعية طويلة الأمد على الطلبة والمعلمين، مؤكدين أهمية اعتماد استجابة تعليمية متكاملة تراعي الدعم النفسي والاجتماعي، وتستجيب لاحتياجات الفئات الأكثر هشاشة، بما في ذلك الأطفال المتأثرين بالصدمات وذوي الإعاقة.

وأكد الدكتور محمود البراغيتي، مدير برنامج الدعم النفسي الاجتماعي، أن أهمية اللقاء تنبع من توقيته الحساس، مشددًا على أن التعافي الحقيقي للعملية التعليمية لا يمكن أن يتحقق دون الإصغاء المنهجي لأصوات المعلمين والخبراء. وأشار إلى أن إعادة بناء التعليم تتطلب مقاربات شمولية تضع الصحة النفسية واحتياجات الطلبة والمعلمين في صميم التخطيط التربوي.

من جانبه، أوضح الدكتور عمر دحلان، مدير الجلسة الحوارية، أن دعم المعلمين وتمكينهم بالمعرفة والموارد اللازمة يُعد ركيزة أساسية لضمان استمرارية التعليم وحماية حق الأطفال في التعلم ضمن بيئة تعليمية آمنة، جامعة، وقادرة على الصمود.

بدوره، شدد الدكتور محمد أبو جاسر، الخبير التربوي ومسؤول الاتحاد العام للموظفين في قطاع غزة، على أن المرحلة الراهنة تتطلب إعادة تنظيم شاملة للعملية التعليمية، تقوم على التخطيط العلمي والتكامل بين الجهات الرسمية والمؤسسات الداعمة، بعيدًا عن الحلول المؤقتة. وأكد أهمية توحيد المرجعيات التعليمية، وتوضيح الأدوار والمسؤوليات، والاستفادة من خبرات الجامعات والباحثين لمعالجة الفاقد التعليمي، ودمج الدعم النفسي ضمن البرامج التعليمية، وتطوير نماذج تعليمية مرنة تجمع بين التعليم الوجاهي والإلكتروني بما يتلاءم مع واقع قطاع غزة.

وفي ختام اللقاء، عرضت الدكتورة هدى كلاب أبرز التوصيات الصادرة عن الحوار، والتي ركزت على مراجعة الرزم التعليمية وتحديد الفجوة التعليمية، وتعزيز المهارات الأساسية، وتنفيذ برامج متخصصة للدعم النفسي، وتأهيل المعلمين نفسيًا وتربويًا، وتطوير التعليم الإلكتروني، وضمان دمج ذوي الإعاقة، وتفعيل التنسيق بين وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الداعمة، وصولًا إلى إيجاد مرجعية وطنية موحدة لتنظيم العملية التعليمية في مرحلة ما بعد الحرب.

وأكد المشاركون في ختام أعمال اللقاء على أهمية مواصلة الحوار والتنسيق بين الجهات الرسمية والمؤسسات التعليمية والمجتمع المحلي والخبراء، والعمل المشترك لوضع سياسات تعليمية مرنة تستجيب لواقع ما بعد النزاع، وتكفل الحق في التعليم بوصفه حقًا أساسيًا غير قابل للتأجيل.

اشترك في القائمة البريدية