الإعلام المجتمعي يخصص يومًا ترفيهيًا لدعم الصحفيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان في غزة

في خطوة تعبّر عن التزامه المتواصل برعاية من يقفون في الخطوط الأمامية لحماية الحقيقة والدفاع عن العدالة، نظّم مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) يومًا ترفيهيًا مخصصًا للصحفيين والصحفيات، المحامين والمحاميات، والمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، ضمن إطار مشروع “أصوات من أجل العدالة: تمكين النساء المدافعات عن حقوق الإنسان ما بعد الحرب في قطاع غزة”، الممول من مؤسسة هينرش بُل الألمانية.

جاء هذا النشاط كاستراحة إنسانية في خضم واقع منهك، ليمنح المشاركين والمشاركات فرصة لاستعادة توازنهم النفسي والاجتماعي، وتعزيز قدرتهم على الصمود بعد عام من الضغوط والانتهاكات التي طالت كل مناحي الحياة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وقالت نسرين كسّاب، منسقة المشروع في المركز: “نحن نؤمن في مركز التنمية والإعلام المجتمعي بأن من يدافع عن الحقيقة يحتاج بدوره إلى من يدافع عنه. هذا اليوم الترفيهي ليس مجرد نشاط، بل مساحة آمنة للتعبير وتجديد الطاقة النفسية، وتعزيز روح التضامن بين الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، الذين يمثلون خط الدفاع الأول عن المدنيين في غزة.”

وأضافت كسّاب أن اختيار المشاركين جاء بعناية ليضم نخبة من الصحفيين والمحامين الذين عملوا على توثيق الانتهاكات ومناصرة حقوق المتضررين، مؤكدة أن تمكينهم نفسيًا وإنسانيًا جزء أساسي من دعم قدرتهم على أداء رسالتهم المهنية والقانونية بمسؤولية وشجاعة.

من جانبها، أوضحت الأخصائية النفسية نور أبو خليفة أن النشاط هدف إلى منح المشاركين فرصة للتعبير الحر عن مشاعرهم وتفريغ التوتر، قائلة: “عملنا على خلق جو من الأمان النفسي، حيث يستطيع الجميع التحدث، الضحك، والتعبير دون خوف أو حرج، أردنا أن يغادر المشاركون اليوم وهم يشعرون بطاقة متجددة وقدرة أكبر على مواجهة ضغوط الحياة اليومية.”

تضمّن اليوم الترفيهي أنشطة تفاعلية متنوعة، من بينها تمارين التنفس العميق والاسترخاء، ألعاب جماعية لتعزيز روح الفريق، جلسات فنية للرسم الحر، وأنشطة رمزية مثل اختيار الألوان التي تعكس الحالة النفسية. كما أتيح للمشاركين كتابة رسائل تقدير ذاتي لأنفسهم، واختُتم اليوم بمناقشة أمثال شعبية عن الصبر والأمل، في محاولة لدمج الثقافة المحلية في مفاهيم الدعم النفسي الجماعي.

وفي حديثها عن تجربتها، قالت مرام صلاح، مدافعة عن حقوق الإنسان:" كان هذا النشاط بمثابة استراحة روحية من الألم، أعاد لي الشعور بالحياة بعد فترة طويلة من الصمت والانغلاق، مثل هذه الفعاليات ضرورية جدًا لنا كمدافعين ومدافعات، فهي تمنحنا الأمل والطاقة للاستمرار.”

ويواصل مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) جهوده في تعزيز الصحة النفسية والمجتمعية للعاملين في القطاعات الإعلامية والقانونية والحقوقية، إدراكًا منه بأن سلامة المدافعين عن حقوق الإنسان شرط أساسي لاستمرار نضالهم المهني والإنساني.

ويُذكر أن المركز، الذي يعمل منذ أكثر من عقدين في غزة، يسعى إلى توظيف الإعلام كأداة للتغيير الاجتماعي وتعزيز حقوق الإنسان والمواطنة والعدالة والحرية، من خلال بناء قدرات الفئات المجتمعية وتمكينها من التعبير الفعّال، خاصة في البيئات المتأثرة بالنزاعات والحروب.

اشترك في القائمة البريدية