عقدت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) ندوة حول أهمية البذور البلدية والزراعة البيئية في فلسطين، شارك فيها مجموعة من المختصين وقدامى مزارعي البذور البلدية، ومشرفون على بنك البذور البلدية التابع للإغاثة الزراعية، بالإضافة إلى مجموعة من المزارعين الرياديين والناشطين في مجال الزراعة البيئية.
وجاءت الندوة بهدف تسليط الضوء على أهمية البذور البلدية كموروث وطني يجب الحفاظ عليه، وحث المزارعين الفلسطينيين على العودة إلى زراعة البذور البلدية الأصيلة التي تتميز بتكيفها مع مناخ فلسطين، ولكونها زراعة بعلية لا تحتاج إلى ري.
وتناول المتحدثون عدة محاور، أبرزها السمات الأساسية للبذور البلدية وما يميزها عن البذور التجارية، لكونها تتأقلم مع الظروف المحلية من نقص المياه وضعف عناصر التربة، واعتمادها على مياه الأمطار على عكس البذور التجارية التي تحتاج إلى كميات كبيرة من مياه الري. كما أشاروا إلى انخفاض حاجة البذور البلدية إلى مدخلات الإنتاج، مقارنة بالبذور التجارية التي تتطلب مدخلات عديدة مثل البيوت البلاستيكية وخطوط المياه وغيرها. وأكد المتحدثون أن الزراعة البيئية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي، وتقوية الروابط الاجتماعية، والحفاظ على البيئة والمصادر الطبيعية.
ومن جهة أخرى، تناول المتحدثون أبرز التحديات التي تواجه الزراعة البعلية والبلدية في فلسطين، مثل فتح الأسواق التجارية وإغراقها بكميات كبيرة من الأصناف التجارية، ما ساهم في ضياع العديد من الأصناف البلدية، بالإضافة إلى تحدي عزوف الأجيال الشابة عن الزراعة، ومحدودية الدعم المحلي للزراعة البلدية.
وتخلل الندوة عرض لتجربة الإغاثة الزراعية في إنتاج البذور البلدية ودعم المزارعين في هذا المجال منذ انطلاقها قبل عشرات السنين، إلى جانب جولة ميدانية للمشاركين في بنك البذور والوحدات الخاصة بإنتاج البذور البلدية.
كما قدّم العديد من المزارعين تجاربهم في زراعة وإنتاج البذور البلدية، واستعرضوا خبراتهم المتراكمة عبر السنوات الماضية.
واختُتمت الندوة بعرض الإغاثة الزراعية خطتها لتطوير بنك البذور البلدية، وآلية استهداف المزارعين والمزارعات لإنتاج واستخدام البذور البلدية ضمن نهج الزراعة البيئية، حيث سيتم إطلاق العديد من الأنشطة خلال الأيام القادمة في هذا الصدد.