الإغاثة الزراعية تنجز تقريرًا ميدانيًا لتقدير الاحتياجات الإنسانية في خان يونس

أصدرت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) تقريرًا ميدانيًا شاملًا حول أوضاع النازحين الذين تدفقوا من شمال ووسط غزة باتجاه محافظة خان يونس، خاصة في غرب المدينة ومدينة حمد. وقد شمل التقييم 9,075 أسرة (نحو 49,700 فرد) عبر الاستبيانات والزيارات الميدانية المباشرة، موزعين على 28 مخيم نزوح و11 مركز إيواء. وفي المقابل، يُقدَّر حجم الأزمة الكلي بنحو 60,000 أسرة (336,000 فرد)، وهو ما يعكس الضغط الهائل على المجتمع المضيف والبنية التحتية في المحافظة.

وكشف التقرير أن 93% من الأسر التي جرى تقييمها لا تملك سكنًا ملائمًا، فيما يقيم 79% منها في خيام وملاجئ مؤقتة تعاني من الاكتظاظ وغياب الحماية من تقلبات الطقس. أما على صعيد المياه والصرف الصحي، فإن 79% من المخيمات تعتمد على مصادر غير آمنة للشرب، بينما 96% تفتقر إلى مرافق صحية مناسبة، في وقت لا يعمل سوى 3 مضخات فقط من أصل 16 مضخة متوفرة. كما بيَّن التقرير أن الاعتماد على السوق المحلي لتأمين الغذاء يكاد يكون كاملًا بنسبة 96%، رغم الارتفاع الكبير في الأسعار الذي بلغ 64%، في حين أن المساعدات الإنسانية لا تغطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات (43% فقط بشكل جزئي).

وأشار التقرير أيضًا إلى أن 89% من الأسر لا تشعر بالأمان داخل مواقع النزوح بسبب غياب مساحات مخصصة للأطفال والنساء، وغياب شبه تام لآليات رسمية لتلقي الشكاوى، فيما يعاني قطاع التعليم من أزمة حادة حيث تفتقر 89% من التجمعات النازحة إلى مدارس قريبة، مما أدى إلى انقطاع شبه كامل للأطفال عن التعليم وتفاقم الفاقد الدراسي بشكل خطير.

ويخلص التقرير إلى أن هذا النزوح الواسع ضاعف الضغط على مناطق الاستضافة في خان يونس، حيث تحولت أحياء مثل الإسراء وحي الأمل إلى تجمعات مكتظة بالنازحين، ما يستدعي استجابة عاجلة ومنسقة تركز على توفير مياه شرب آمنة وخزانات مجتمعية، وتأمين مأوى طارئ وخيام جديدة، وتقديم وجبات غذائية ساخنة ومساعدات عاجلة، فضلًا عن إنشاء أماكن آمنة للنساء والأطفال وإطلاق مبادرات تعليمية مؤقتة، بما يضمن حفظ كرامة الأسر وتعزيز صمودها.

 

اشترك في القائمة البريدية