بيان صادر عن شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية حول الكارثة الإنسانية المتصاعدة في غزة ونؤكد على أهمية مشروع ‏الرئيس الكولومبي غوستفو بيتروس لحماية الفلسطينيين من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي

تصدر شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، وهي أكبر تحالف لمنظمات المجتمع المدني الفلسطيني، هذا البيان العاجل في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي هجومه الممنهج والوحشي على أسس الحياة والاستجابة الإنسانية في قطاع غزة.

في الأيام الأخيرة، شهد العالم تصعيدا صادما في استهداف البنية التحتية الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني. لا يمثل القصف المتعمد لمقر (جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية) و (برنامج غزة للصحة النفسية المجتمعية) هجوما على المباني فحسب، بل يمثل اعتداء مباشرا على الرعاية الصحية والرفاهية النفسية للسكان المصابين بصدمات نفسية. كانت هذه المؤسسات منارات للأمل، حيث قدمت الرعاية الطبية الحيوية والدعم النفسي والاجتماعي الأساسي لآلاف الفلسطينيين، بمن فيهم عدد لا يحصى من الأطفال الذين يعانون من جراح الحرب العميقة. وتدميرها جريمة حرب، محسوبة لتعظيم المعاناة الإنسانية وكسر روح شعبنا.

وعلاوة على ذلك، فإن الهجمات الأخيرة على "أسطول الصمود" الإنساني ذو المهمة السلمية التي تهدف إلى كسر الحصار وإيصال المساعدات الحيوية، يؤكد على تجاهل الاحتلال الإسرائيلي الصارخ للقانون الدولي وتصميمه على عزل الشعب الفلسطيني في غزة ومعاقبته بشكل جماعي. هذه الأفعال هي جزء من نمط واضح لاستهداف أي شخص يسعى إلى الإدلاء بشهادته أو تقديم الدعم.

إن الوضع الإنساني في مدينة غزة وفي جميع أنحاء القطاع يتجاوز الكارثة. لقد تم تدمير نظام الرعاية الصحية، وانتشار المجاعة، وتعرض السكان لقصف مستمر دون مكان آمن. ويتم الدوس يوميا على مبادئ التمييز والتناسب على النحو المنصوص عليه في القانون الدولي الإنساني.

في هذه الساعة المظلمة، نرحب ونعرب عن دعمنا الكامل للمبادرة الشجاعة التي أعلنها فخامة رئيس جمهورية كولومبيا غوستافو بيترو، إن التزام الرئيس بيترو بتقديم قرار "الاتحاد من أجل السلام" إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة هو خطوة حيوية وضرورية لتجاوز شلل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.  حيث غالبا ما كانت حق النقض (الفيتو) تحمي الاحتلال الإسرائيلي من المساءلة.

وتعد آلية "الاتحاد من أجل السلام" (قرار الجمعية العامة 377 أ) أداة حاسمة لتعبئة المجتمع الدولي للوفاء بمسؤوليته عن حماية المدنيين الفلسطينيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية. وندعو جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى دعم هذا القرار واتخاذ تدابير فورية وملموسة من أجل:

  1. المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار وتبادل للأسرى.
  2. ضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما في ذلك الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية، إلى غزة وعبرها.
  3. إنهاء إفلات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب ومحاسبته على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
  4. توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

لقد انتهى وقت الإبداء بالقلق. ويتطلب الوضع اتخاذ إجراءات حاسمة. ونحن نقف إلى جانب الرئيس بيترو وجميع دول المستعدة للعمل من أجل العدالة والسلام. ويجب على المجتمع الدولي أن يتحد من أجل السلام والعدالة ومن أجل الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني قبل فوات الأوان.

نبذة عن شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية:

شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية هي شبكة جامعة تضم أكثر من 140 منظمة أهلية فلسطينية تعمل في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة في مجالات الصحة والتعليم وحقوق الإنسان والتنمية المجتمعية والمساعدات الإنسانية. تكرس الشبكة جهودها لتعزيز المجتمع المدني الفلسطيني وتعزيز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني

اشترك في القائمة البريدية