اختتمت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" وبالشراكة مع وزارة العدل وبرنامج سواسية ومكتب المفوض السامي في الأرض الفلسطينية المحتلة دورة تدريبية بعنوان تعزيز العدالة وحماية حقوق الإنسان في مراكز الإصلاح والتأهيل، واستهدف التدريب فريقي تفقد مراكز الإصلاح والتأهيل في وزارتي العدل والداخلية لتعزيز قدراتهم في متابعة أوضاع النزلاء، وتوثيق الانتهاكات وتلقي الشكاوي حال تقديمها من قبل النزلاء، وضمان الالتزام بالمعايير الوطنية والدولية، علاوة على تعزيز المعرفة والفهم لدى المشاركين في الإطارين القانوني والحقوقي المتعلق بالسجناء والمحتجزين، استناداً للمعايير الدولية والتشريعات الوطنية، مع تسليط الضوء على دور المؤسسات الرقابية في حماية هذه الحقوق.
ولأهمية هذا التدريب حضر جانب منه وزير العدل المستشار شرحبيل الزعيم، ومدير عام الشرطة اللواء علام السقا، ومدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الدكتور عمار الدويك، ومدير البرامج السياساتية في برنامج "سواسية" الأستاذ عمر العسولي، وعبر تقنية الاتصال عن بعد رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين الأستاذ أجيث سنغهاي.
وشدد المستشار الزعيم على أن معاناة شعبنا في قطاع غزة تضعنا أمام مسؤوليات مضاعفة لتعزيز سيادة القانون وصون كرمة الإنسان الفلسطيني والتأكيد أن العدالة وحقوق الإنسان ليست ترفا وانما واجبا وأمانة، وأن انضمام دولة فلسطين للمعاهدات والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان لم تكن خطوة شكلية بل التزام راسخ بضرورة تعزيز كرامة الإنسان وحمايتها.
بدوره أكد اللواء السقا ان المديرية العامة للشرطة تسعى دائما لتحقيق التعاون والتفاهم بين كافة أركان قطاع العدالة ومكوناتها خاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها قضيتنا العادلة، وتعمل على التعاون المشترك لتسهيل زيارات مراكز الإصلاح والتأهيل وضمان القيام بهذا الدور المنظم بموجب قانون والذي نظم تفقد المراكز زيارات التفتيش والرقابة والجهات المخولة بذلك، حيث تتظافر كافة الجهود في سبيل التحقق من انضباط المراكز وتطبيق القوانين.
وبين الدكتور الدويك أهمية الرقابة على أماكن الاحتجاز كونها مسؤولية جماعية تتقاسمها السلطات الرسمية والهيئات المستقلة والجهات القضائية والدولية، بهدف ضمان الشفافية، وتوثيق الانتهاكات إن وُجدت، ومتابعة الشكاوى، والوقاية من التعذيب وسوء المعاملة، مؤكداً على ضرورة الالتزام بالمعايير الدولية والوطنية في التعامل مع المحتجزة حريتهم في مراكز الإصلاح والتأهيل وضرورة ان تستمر الجهات الرسمية في تنفيذ زياراتها لما لهذه الزيارات من دور فعال في حماية حقوق المحتجزين.
وأشار الأستاذ العسولي أن هذا التدريب يأتي في إطار التعاون المشترك بين برنامج سواسية وشركائنا الوطنيين والدوليين بما يشكل خطوة أساسية نحو بناء منظومة رقابية فعّالة تسهم في ضمان احترام كرامة المحتجزين والنزلاء، وتطبيق المعايير الدولية والتشريعات الوطنية بما ينسجم مع التزامات دولة فلسطين تجاه حقوق الإنسان. فيما تحدث الأستاذ سنغهاي عن الوضع المُروّع وغير المقبول الذي يحدث للفلسطينيين في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصةً في غزة، مشيراً إلى أهمية تفقد مراكز الاحتجاز لضمان توافق مرافقها وسياساتها وممارساتها مع الالتزامات القانونية التي تعهدت بها دولة فلسطين لا سيما اتفاقية مناهضة التعذيب والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
واستمر التدريب ثلاثة أيام تم خلالها عقد مجموعة من الجلسات المتخصصة في مجال الرقابة على مراكز الإصلاح والتأهيل، كما تم تنفيذ زيارة ميدانية لمراكز إصلاح وتأهيل أريحا.