أصدرت جمعية النجدة الاجتماعية في غزة بياناً صحفياً للتعليق على التقرير الأخير الصادر عن الأمم المتحدة بشأن المجاعة في قطاع غزة. تؤكد الجمعية أن هذا التقرير لا يصف مجرد أرقام، بل يعكس واقعاً إنسانياً كارثياً ومروعاً يتفاقم بشكل يومي. لقد وصلت الأزمة الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء.
يأتي تقرير الأمم المتحدة ليؤكد ما حذرت منه جمعية النجدة وغيرها من المؤسسات الإنسانية مراراً وتكراراً، وهو أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية حقيقية بسبب الحصار الخانق والقيود المفروضة على دخول المساعدات. إن النتائج الصادمة للتقرير، مثل ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد، وتفشي الأمراض المرتبطة بالجوع، وانهيار المنظومة الصحية، هي دليل ملموس على المعاناة اليومية التي يعيشها سكان القطاع.
تؤكد جمعية النجدة الاجتماعية أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب تحركاً عاجلاً وفعالاً من كافة الأطراف الدولية والمحلية:
تسهيل الوصول الإنساني: يجب على الفور فتح جميع المعابر الحدودية بشكل كامل وغير مشروط، وتسهيل دخول قوافل المساعدات الإنسانية. يجب زيادة حجم المساعدات بشكل كبير لتلبية الاحتياجات الهائلة للمدنيين.
حماية العاملين في المجال الإنساني: ندعو إلى ضمان حماية وسلامة العاملين في المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية. يجب أن يُسمح لهم بالعمل بحرية كاملة داخل القطاع لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفاً.
توفير التمويل المستدام: نطالب المجتمع الدولي بزيادة التمويل المخصص للاستجابة الإنسانية في غزة، ودعم المنظمات العاملة على الأرض لتمكينها من مواصلة تقديم خدماتها الأساسية.
تفعيل المساءلة الدولية: يجب على الهيئات الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية، تفعيل آليات المساءلة لمحاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات للقانون الإنساني الدولي.
في الختام، تؤكد جمعية النجدة الاجتماعية أن معالجة أزمة المجاعة في غزة هي مسؤولية دولية مشتركة. ندعو جميع الحكومات والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والعمل بشكل حاسم لإنقاذ الأرواح.