غزة – في ظل أوضاع إنسانية كارثية تتفاقم يومًا بعد يوم، يواصل ملتقى المغازي التعليمي التابع لجمعية مركز إبداع المعلم أداء رسالته التربوية والإنسانية تجاه الأطفال النازحين والمتضررين من الحرب في قطاع غزة.
فمن داخل خيام بسيطة أقيمت وسط ركام الدمار، يستمر الملتقى في تقديم خدمات تعليمية منتظمة في المواد الدراسية الأساسية الثلاثة: اللغة العربية، والرياضيات، واللغة الإنجليزية، من الصف الأول وحتى الصف السادس، مستهدفًا مئات الأطفال الذين حُرموا من حقهم في التعليم بعد تهجيرهم من منازلهم وتدمير مدارسهم.
ورغم المجاعة المتفاقمة ونقص الاحتياجات الأساسية، يصرّ المعلمون المتطوعون على الوقوف في الصفوف الأمامية، حاملين على عاتقهم مسؤولية ترميم ما تبقى من طفولة هؤلاء الأطفال، ليس فقط من خلال التعليم، بل من خلال برامج الدعم النفسي والاجتماعي التي تُنفذ يوميا للتخفيف من آثار الصدمة، ومساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم واستعادة شعورهم بالأمان والانتماء.
ويتمثل الهدف التربوي الأساسي للملتقى في ضمان استمرارية التعليم النوعي، ومعالجة الفاقد التعليمي والوجداني لدى الطلبة المتأثرين بالنزوح والحرب، وتهيئتهم نفسيا ومعرفيا للعودة إلى المسار التعليمي الرسمي متى سنحت الظروف.
واكدت مجدولين التلباني - منسقة جمعية مركز إبداع المعلم بقطاع غزة ان ما يقوموا به هو رسالة تتضمن "نعلّمهم لننقذهم، ونستمع إليهم لنعيد بناء أرواحهم. مؤكدة أن استمرارهم في هذا العمل هو صرخة في وجه الحرب والجوع، ورسالة أمل لكل طفل ما زال يحلم بمستقبل أفضل.
ويأتي هذا الجهد في إطار رؤية مركز إبداع المعلم الهادفة إلى تعزيز الحق في التعليم في جميع الظروف، ودعم المبادرات التعليمية المجتمعية كرافعة للصمود والبقاء، لضمان وصول التعليم إلى كل طفل، مهما اشتدت الأزمات.