دعت آمال صيام مديرة مركز شؤون المرأة في غزة المنظمات الدولية كافة والأممية إلى التدخل العاجل لوقف حرب الإبادة على قطاع غزة وسياسة التجويع الممنهجة ضد سكانها الممارس من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ استئناف العدوان في مارس الماضي.
وفي مقابلة، أكدت صيام على أنه منذ استئناف العدوان الإسرائيلي يتعرض الشعب الفلسطيني إلى حصار خانق مع إغلاق المعابر البرية كافة، معبر رفح جنوب القطاع، ومعبر كرم أبو سالم، الأمر الذي تسبب في تعطل مناحي الحياة الأساسية في غزة وتدهورها بشكل سيء للغاية، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والمواد الطبية والوقود وهذا ما يعد انتهاك للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الدولية.
موضحة أن إسرائيل تمارس سياسة التهجير وسياسة التجويع وسياسة التعطيش وسياسة التدمير تقتل البشر والحجر وتحصد ألاف المواطنين بما فيهم النساء والأطفال.
وقالت: "هناك ما يقارب يوميا أكثر من 100 شهيد وشهيدة، وأيضاً مشهد المجاعة، الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة التجويع الممنهجة، حتى هذه اللحظة لم يدخل إلا القليل في الأيام القليلة، وبالتالي نحن نتحدث عن نقص في الطعام نقص في الشراب وانعدام في الأمن الغذائي".
وأضافت:" النساء والأطفال كانوا يقفون طوابير أمام المخابر واليوم المخابز مغلقة، ولا يتوفر الطحين أو الكهرباء أو غاز الطهي، مما اضطر النساء للوقوف في طوابير أمام تكيات الطعام وطوابير المياه، حيث توفي أكثر من 66 طفلًا و247 مريضًا بسبب الجوع ونقص الرعاية، في وقت تعاني فيه النساء الحوامل والمرضعات من سوء تغذية حاد يمنعهن حتى من إنتاج الحليب الطبيعي أو تأمين البديل الصناعي، وتشير التقديرات إلى أن 95% من سكان قطاع غزة يعانون من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي ".
وأشارت صيام إلى تقارير منظمة اليونيسف التي تؤكد أن أكثر من 335,000 طفل مهددون بالموت البطيء نتيجة المجاعة، إلى جانب انتشار أمراض خطيرة كفقر الدم، والكساح، والعشى الليلي. كما تؤكد التقارير أن 100% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من فقر الدم، إضافة إلى 16,500 امرأة حامل ومرضع يعانين من نفس الظروف، و7,700 رضيع يواجهون خطر الموت بسبب نقص الحليب الصناعي، فضلًا عن أكثر من 60,000 طفل يعانون من أمراض مزمنة.
وأكدت صيام أن مشاهد النزوح القسري تتكرر يوميًا، حيث تصدر سلطات الاحتلال أوامر إخلاء سريعة، تدفع بالعائلات للنزوح أكثر من 30 مرة، وأحيانًا عشرات المرات في اليوم الواحد. وقد نزح أكثر من 90% من سكان القطاع، ومعظمهم يعيشون خارج بيوتهم في خيام، أو مدارس مدمّرة، أو مراكز إيواء مكتظة.
وأكدت على أن الاحتلال يقصف يومياً المباني والخيام ومراكز الايواء، وحتى النساء والأطفال الذين يقفون في طوابير المساعدات، حيث وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 58.000 شهيد/ة حتى هذه اللحظة، هذا ما تم تسجيله في المشافي، هناك ألاف المفقودين/ات، وأكثر من 138.000 جريح وجريحة، 70% منهم نساء وأطفال، فقدنا ما يقارب أكثر من 12.400 امرأة منهن ما يقارب 7 ألاف من الأمهات.
وبهذا الخصوص طالبت آمال صيام التحرك العاجل لوقف حرب الابادة الجماعية وسياسة التجويع الجماعي وفتح المعابر دون قيود لضمان دخول المساعدات من غذاء، دواء، وقود ومياه، وإلغاء آلية توزيع المساعدات الامريكية.
والحفاظ على سير عمل المنظمات الدولية الانسانية وتوفير الحماية الدولية لقوافل الإغاثة والمدنيين والطواقم الطبية والإنسانية داخل القطاع، ودعوة مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى توفير الحماية الدولية للمدنيين، وفتح تحقيق دولي في انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لمحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب في غزة.
وختمت بالقول: "التاريخ لن يرحم كل من خذل غزة ويراها تموت من الجوع".