كيسان هي قرية فلسطينية تقع في محافظة بيت لحم في الضفة الغربية. ونظرًا لوقوعها ضمن المنطقة ج، فهي عرضة بشدة للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي وللسيطرة من قبل قوات الاحتلال؛ إذ تمت مصادرة ما يقرب من 65.5% من أراضي القرية لصالح بناء مستوطنات إسرائيلية مثل معاليه عاموس ومتسبيه شاليم. ويواجه السكان تهديدات مستمرة من عنف المستوطنين، وعمليات الهدم، وقيود الحركة. ونظرًا لاعتماد معظم العائلات على الرعي والزراعة كمصدر رئيسي للعيش، فقد أدى التوسع الاستيطاني والقيود المفروضة على مناطق الرعي إلى تدهور أوضاع الكثيرين اقتصاديًا.
في 30 نوفمبر 2024، وبدعم من صندوق التمويل الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، بدأ مركز العمل التنموي / معًا مشروعًا لإعادة تأهيل المساكن لـ 94 أسرة ضعيفة الحال في خمس تجمعات سكانية، من بينها كيسان. ومن خلال تدخلات بسيطة ولكنها فعالة، مثل العزل ضد العوامل الجوية، وتبطين الجدران، وترميم المراحيض ونقاط المياه النظيفة، وتقسيم الغرف، شهد المستفيدون من المشروع تحسنًا ملموسًا في جودة حياتهم.
موسى حسين عبيات، رئيس مجلس قروي كيسان، شدّد على أهمية هذا التدخل قائلاً:
“ساعد هذا المشروع في تثبيت 10 عائلات في كيسان ومنحنا ثباتًا أقوى في قريتنا.”
وأضاف أن المشروع عزز قدرتهم على البقاء على أرضهم بكرامة، رغم الظروف الصعبة المحيطة بهم.
وقال أحد المستفيدين، خلف حسن إبراهيم عبيات، وهو أب لتسعة أطفال:
“قبل هذا المشروع، كنا نعيش في مأوى غير آمن يتسرب منه المطر من السقف، وكانت الجدران غير المعزولة تجعل المكان قارس البرودة في الشتاء وحارًا بشكل لا يُحتمل في الصيف. لم يكن لدينا خصوصية ولا حماية. الجدران غير المكسوة والثقوب في البناء كانت تسمح بدخول العقارب والثعابين، مما عرض عائلتي للخطر الدائم. أما الآن، أطفالي يستطيعون النوم بسلام وأخيرًا، أصبح لدينا بعض الكرامة.”
وأضافت شقيقته حمادة، وهي من ذوي الإعاقة:
“كنا نضطر في الشتاء للهرب إلى بيوت أقاربنا. الآن، يمكننا البقاء في بيتنا. هذا الدعم غيّر حياتنا.”