تصّعد قوات الاحتلال الإسرائيلي من جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة للشهر الثامن عشر على التوالي، وتتعمد استخدام أسلوب التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، وتفرض حصاراً مشدداً وغير مسبوق، تمنع بموجبه دخول المساعدات الإنسانية، والمواد الغذائية الضرورية، ومشتقات البترول وغاز الطهي. وبموازاة ذلك وضعت القطاعات الاقتصادية والإنتاجية وخاصة الزراعية والصناعية في دائرة الاستهداف، وعطلت دوران عجلة الإنتاج من أجل ضمان التأثير الفعال للمجاعة على المدنيين، ودمرت المحاصيل والمزروعات في منطقة رفح والمناطق الشرقية والشمالية للقطاع التي سيطرت عليها، وأصبح أكثر من 2 مليون إنسان من سكان القطاع، (47%)[1] منهم أطفال، يعتمدون في معيشتهم على المساعدات الغذائية التي توقف دخولها بشكل كلي منذ شهرين.
وفي هذا السياق، أعلن برنامج الغذاء العالمي أن نحو (116) ألف طن متري من المساعدات الغذائية وهي كمية تكفي لإطعام نحو مليون شخص لمدة تصل لـ (4) أشهر، تتكدس عند المعابر ولا يسمح بدخولها، واضطرت نحو (25) مخبزاً للإغلاق منذ تاريخ 31 مارس/2025، وانخفضت كمية السلع والبضائع في الأسواق، وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة تصل إلى (1400%)[2]، ونتيجة لذلك سجلت شدة إنعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية مستويات غير مسبوقة، وظلت نسبة كبيرة من الأسر تعتمد على المطابخ المجتمعية والتكايا التي تقدم وجبات غذائية محددة مثل العدس، والفول والمعكرونة، الأمر الذي انعكس سلباً على حياة وصحة الفئات الهشة والضعية لاسيما النساء الحوامل والمرضعات والأطفال، ومع ذلك ركزت قوات الاحتلال هجماتها على المطابخ والتكايا المجتمعية[3].
تستعرض الورقة أبرز الحقائق المتعلقة بشح الغذاء وتفشي سوء التغذية في صفوف الأطفال، والنساء الحوامل والمرضعات، وحاجتهم إلى المكملات الغذائية بالإضافة إلى التأثيرات الصحية الخطيرة على صحة ومستقبل الأطفال.
ورقة حقائق حول "سوء التغذية يفتك بأجساد الأطفال تحت الحصار وإطلاق النار"
[1] ] الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني [. (2025). 5/4/2025. https://2u.pw/GwPnv
[2] [ World Food Programme] (2025). 4 April 2025. WFP runs out of food stocks in Gaza as border crossings remain closed. https://2u.pw/JhYXq
[3] لمزيد من التفاصيل، راجع بيان صحافي حول استهداف المطابخ المجتمعية وعرقلة عمليات الغغاثة. https://www.mezan.org/ar/post/46691