برنامج غزة للصحة النفسية بالشراكة مع شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية، ورشة عمل عبر الانترنت بعنوان "الصحة النفسية للفلسطينيين خلال عام من الإبــــــــــادة الجــــــــماعية في قطاع غزة"

بمناسبة صدور تقرير جديد لبرنامج غزة للصحة النفسية في شهر ديسمبر الحالي، نظم برنامج غزة للصحة النفسية بالشراكة مع شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية، ورشة عمل عبر الانترنت بعنوان "الصحة النفسية للفلسطينيين خلال عام من الإبــــــــــادة الجــــــــماعية في قطاع غزة"، وذلك بحضور مجموعة من الخبراء والمهنيين وممثلي منظمات المجتمع المدني من داخل وخارج قطاع غزة إضافة الى مجموعة من الممولين والداعمين الدوليين.

حيث القى السيد أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية كلمة ترحيبية بكل المشاركين، واستعرض خلالها مجموعة التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلال هذه الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي والتي قضت على كل مقومات الحياة، وكذلك ما يتعرض له القطاع الصحي بالتحديد من انتهاكات وتدمير ممنهج مستشهدا بإحصائيات وأرقام في هذا السياق، مؤكداً على أن الاحتلال يهدف إلى تعميق الأزمة الإنسانية ويضرب مقومات صمود الشعب الفلسطيني، ودعا أيضا من خلالها الى وقف العدوان فورا على قطاع غزة، وحماية المدنيين والمنظمات الأهلية والدولية.

ومن جانبه، قدم الدكتور ياسر أبو جامع مدير عام برنامج غزة للصحة النفسية كلمة عرض خلالها جهود برنامج غزة للصحة النفسية في دعم النازحين والمتضررين والفئات الاخرى بما فيها الايتام وضحايا التعذيب على مستوى المناصرة وتقديم الخدمات النفسية المختلفة، كما أوضح أيضا خلال هذه الكلمة الحالة النفسية للسكان في قطاع غزة في إطار ما قدمه التقرير الأخير من حقائق والذي أصدره البرنامج مؤخرا بعنوان "هناك، يعاني الناس ويموتون: تقرير جديد يعرض تحليلاَ نوعياَ معمقاَ لتداعيات الحرب على الصحة النفسية في قطاع غزة"،

للاطلاع على التقرير https://www.gcmhp.org/publications/4/220

وللتركيز على النتائج الرئيسية لهذا التقرير، قدمت د.أمل أبو عبادة الطبيبة النفسية ومديرة مركز دير البلح المجتمعي اهم ما ورد في التقرير من احتياجات للنساء والرجال والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة الى استعراض اهم المشاكل النفسية والاجتماعية التي تعاني منها تلك الفئات، إضافة الى مجمل اليات التكيف السلبية والايجابية التي يستخدمها الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الحرب الجارية حتى الان. واهم التداعيات النفسية والاجتماعية لهذه الإبادة.

بدوره، قدم الزميل أسامة فرينه الاخصائي النفسي ومدير مركز خانيونس المجتمعي عرضا عن رسومات الأطفال واهميتها في عمليات التشخيص والعلاج، مستهلا عرضه بنبذه تاريخية حول هذا الموضوع، وشرح الابعاد النفسية والتحليلية لعدد 3 رسومات للأطفال ممن تم استهدافهم من قبل الفرق الميدانية التابعة للبرنامج.

ومن ثم تم فتح المجال للمشاركين والحضور للنقاش وطرح الأسئلة والتي قام المتحدثين الرئيسيين بالإجابة عليها، والخروج بمجموعة من التوصيات.

توصيات ورشة العمل التي نظمها برنامج غزة للصحة النفسية بالتعاون مع شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية، والتي عقدت لتسليط الضوء على التقرير الذي صدر حديثا عن برنامج غزة للصحة النفسية بعنوان "هناك، يعاني الناس ويموتون: تقرير جديد يعرض تحليلاَ نوعياَ معمقاَ لتداعيات الحرب على الصحة النفسية في قطاع غزة"،

حيث أوصى المشاركين بما يلي:

  1. دعوة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان الدولية إلى تكثيف الضغط من وقف فوري ودائم لجرائم الابادة الجماعية التي برتكبها الاحتلال في قطاع غزة، وحماية المدنيين ودخول وتوزيع الإمدادات الكافية من الوقود والمياه والغذاء وغيرها من الإمدادات الإنسانية، وإعطاء الأولوية القصوى لدعم القطاع الصحي بما فيه الصحة النفسية كأولوية وكجزء أساسي من المساعدات الإنسانية لغزة.
  2. خدمات الدعم النفسي وما يقوم به برنامج غزة للصحة النفسية في تقديم الخدمات النفسية الشاملة والمتخصصة هو امر مهم للغاية، بجانب تعزيز وصول فئات مثل الايتام والأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب والصدمات الشديدة إلى خدمات الصحة النفسية المتخصصة، إضافة الى مواصلة تقديم برامج الرعاية والاشراف الداعم لمقدمي الرعاية ومساعدة المساعدين، بهدف تمكينهم من تقديم خدمات عالية الجودة وتجنب الصدمات الثانوية.
  3. ضرورة ضمان وصول الادوية النفسية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة النفسية، وايلاء مزيد من الاهمية في إدخال وتوريد الأدوية النفسية ضمن قائمة الأدوية التي يتم إدخالها إلى قطاع غزة.
  4. رسومات الأطفال هي من الأدوات المساعدة في عمليات التشخيص والعلاج النفسي، وهي احدى طرق التعبير المهمة لدى الأطفال. قد تكون هناك صعوبات في تفهم مشاكل الأطفال نتيجة عدم القدرة على التعبير بحسب أعمارهم، وعليه فان رسومات الأطفال وخاصة الأطفال المصدومين كانت ضرورية لتحديد هذه المشاكل، ولكن بشرط ان تكون هناك مهارات ومعرفة كافية لدى المعالجين والمهنيين حول ذلك.
  5. ضرورة التركيز على موضوع (Trauma Informed Therapy علاج الصدمات) وخاصة في الواقع الذي يعيشه سكان قطاع غزة حيث الصدمة فيه مستمرة، وكذلك مواصلة البحث العلمي ودعم الادبيات العالمية بمزيد من الأبحاث حول مدى ملائمة ما يذكر في مجتمعات عالمية أخرى من تشخيصات وتقنيات علاجية وبين ما يحدث في بيئات ومجتمعات تتعرض للعنف المستمر مثل المجتمع الفلسطيني مع إيلاء مزيد من الخصوصية لهذه المجتمعات المتضررة، إضافة الى ضرورة بناء استراتيجيات عمل تتعلق بعلاج الصدمات النفسية والتدخلات النفسية على (المستوى الجمعي) بسبب طبيعة ما شهده سكان القطاع من اهوال خلال هذه الإبادة الجماعية ومستوى التعرض (ُexposure) لمثل هذه الصدمات.
  6. ضرورة مواصلة اصدار مثل هذه التقارير المهمة التي تعكس الواقع النفسي والاجتماعي للسكان في قطاع غزة والحفاظ على هذه الممارسة التي تساهم في نشر المعرفة وكذلك في حملات الضغط والمناصرة.

اشترك في القائمة البريدية