قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف ثلاثة صحفيين، بينهم صحفية، في مركز إيواء
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قتل واستهداف الصحفيين والصحفيات بمنهجية خلال عدوانها العسكري الواسع وحرب الإبادة على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من عام. آخر هذه الاستهدافات كانت مقتل ثلاثة صحفيين، بينهم صحفية، اليوم، في قصف مركز إيواء للنازحين في مخيم الشاطئ، شمال غزة.
ووفق المعلومات التي توفرت للمركز، هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 2:15 مساء اليوم الأحد الموافق 27 أكتوبر 2024، مدرسة أسماء التي تأوي نازحين، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين، بينهم ثلاثة صحفيين، منهم صحفية. والصحفيون هم: سائد رضوان، مدير قسم الإعلام الرقمي في قناة الأقصى الفضائية بغزة؛ حمزة يوسف أبو سلمية، صحفي في وكالة سند؛ وحنين محمود بارود، صحفية متعاونة مع عدة مؤسسات إعلامية.
يأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من ادعاء قوات الاحتلال أن ستة صحفيين يعملون في شبكة الجزيرة لهم نشاطات عسكرية، وهو ما ينذر بمزيد من الاستهداف المباشر للصحفيين، بمن فيهم صحفيون يتواجدون في مراكز إيواء.
ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي (180) صحفياً، وفق المكتب الحكومي، بينهم (14) صحفية. وقتل الغالبية العظمى من الصحفيين (176) خلال غارات جوية، سواء من الطائرات الحربية، وطائرات الاستطلاع، بينما قتل (4) آخرون جراء إطلاق النار عليهم من قناصة. العدد الأكبر من الضحايا الصحفيين وعددهم (72) قتلوا هم وعائلاتهم خلال عمليات استهدفت منازلهم، فيما قتل (58) صحفياً خلال جرائم القصف العشوائي على امتداد حرب الإبادة المستمرة، وقتل (26) صحفياً خلال استهداف مباشر، وقتل (24) صحفياً خلال قيامهم بمهام صحفية. كما أصيب خلال العدوان (185) صحفياً آخرون في ظروف مختلفة.
لقد قام الصحفيون في قطاع غزة بعمل جبار في نقل صورة الإبادة الجماعية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وإيصالها للعالم أجمع. وتسعى إسرائيل عبر قتل الصحفيين/ات إلى تغييبهم ومنع نقل الصورة، حيث لا تريد أن يرى العالم الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، في وقت تمنع فيه الطواقم الصحفية الدولية من الوصول إلى غزة.
يرى المركز أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين بشكل ممنهج ومقصود، خاصة منذ بدء حرب الإبادة في قطاع غزة، من خلال الاستهداف المباشر وعدم إعطاء أي اعتبار للشارة الصحفية، علماً أن هناك صحفيين قتلوا خلال ارتدائهم زي الصحافة المميز، ويباشرون أعمالهم، وفي مكان معروف لقوات الاحتلال، وأن الاحتلال يستحق بجدارة لقب العدو الأول للصحافة.
يؤكد المركز أن استهداف الصحفيين/ات جاء بهدف الاستفراد بالضحية وتغييب نقل وقائع الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد المدنيات والمدنيين في قطاع غزة. ولذلك نطالب المجتمع الدولي بإدانة استهداف العاملين بالصحافة بشكل علني، والضغط على دولة الاحتلال لوقف استهدافهم بشكل فوري، والعمل دون تأخير على توفير حماية دولية للمدنيات والمدنيين بما فيهم للصحفيات والصحفيين في قطاع غزة.
يعيد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان التذكير بأن الصحفيين/ات يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني شأنهم في ذلك شأن المدنيين/ات. فوفقًا للمادة 79 من البروتوكول الأول الملحق لاتفاقيات جنيف الأربع، والتي وصلت لمستوى القانون العرفي الدولي، “يعد الصحفيون الذين يباشرون مهمات مهنية خطرة في مناطق النزاعات المسلحة أشخاصاً مدنيين ضمن نطاق الفقرة الأولى من المادة 50”. كما يتمتع هؤلاء بحماية القانون الدولي لحقوق الإنسان، وخصوصًا العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صادقت عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي، وترفض الاعتراف بانطباقه على سكان الإقليم المحتل، تمامًا كما تنكر انطباق القانون الإنساني الدولي عليهم.
ويؤكد المركز أن القتل العمد للصحفيين/ات يعد جريمة حرب تقع ضمن اختصاص المحكمة الدولية، وفقًا للمادة 8 من نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة. كما يعد حرمانًا تعسفيًّا من الحياة وفقًا للمادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ويستوجب مساءلة مرتكبيه. كما ويعد استهداف الصحافة اعتداء على الحق في حرية الصحافة وحرية التعبير المكفولة وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وخصوصًا المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وإزاء ذلك، يطالب المركز المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين بشكل فوري، والعمل دون تأخير على توفير حماية دولية للمدنيين/ات بما فيهم للصحفيات والصحفيين في قطاع غزة، وتفعيل أدوات الضغط على سلطات الاحتلال بوقف جرائمها والامتثال لقواعد القانون الدولي، وحماية المدنيين. كما ونطالب أجسام الصحافة الدولية منها الاتحاد الدولي للصحفيين بالتحرك العاجل للضغط على الاحتلال محاسبته على قتل واستهداف الصحفيات والصحفيين في فلسطين وبالتحديد في قطاع غزة.