في مستلزمات بناء خطاب اعلامي فلسطيني للمجتمع الدولي

 

بقلم..محسن ابورمضان 


واضح ان هناك ثغرات بالخطاب الإعلامي الفلسطيني بما يضعف من تاثيرة بالمجتمع الدولي. تعود أسباب هذة الثغرات الي الدعاية الصهيونية التي تعمل علي قلب الحقائق وتشوية الوقائع كما تعود الي الدعم والانحياز الغربي الرسمي لهذة الدعاية الي جانب تداعيات حالة الانقسام علي الإعلام بسبب الانشداد الي  الهوية الفئوية الحزبية الضيقة  بدلا من الهوية الوطنية الشاملة .

ولعل تصريحات رئيسة المفوضية الاوروبية يوم النكبة الفلسطينية والتي تحتفل بة دولة الاحتلال بيوم استقلالها يعكس مدي التأثر بالدعاية الصهيونية والتكيف مع الرواية الاستعمارية الاحتلالية بدلا من الرواية الوطنية والتاريخية الفلسطينية. 

ادعت أورسلا فإن لاين ان إسرائيل حولت الصحراء الي جنة خضراء وكانة لم يكن هناك شعب فلسطيني لة تاريخة وتراثة وانجازاتة وان حرية دولة الاحتلال هي حرية للمجتمع الغربي. يعكس هذا التصريح مدي التأثر بل التبني للرواية الصهيونية والانكار لوجود الشعب الفلسطيني. 

تعمل الدعاية الصهيونية علي وصم كفاح شعبنا بالارهاب وتعمل علي تشوية الأحداث وقلب الحقائق كما تم بحالة الشهيد محمد الدرة الذي روجة الإعلام الاسرائيلى بانة طفل يهودي استهدفة الفلسطينين كما تم ادعاء استشهاد مجموعة من الأطفال في شمال القطاع انهم استشهدوا بفعل صواريخ المقاومة علما بانهم استشهدوا بفعل قصف طائرات الاحتلال. وتعمل إسرائيل علي الربط بين معاداة الصهيونية بمعاداة السامية وتستخدم الهولكوست لجلب التعاطف الدولي معها .

نفذت العصابات الصهيونية عام 1948واحدة من ابشع عمليات التطهير العرقي التي تمت بالقرن العشرين وقامت بعشرات المجازر واستكملت ذلك بعدوان عام 1967واحتلال باقي الاراضي الفلسطينية. 

تتنكر دولة الاحتلال للقانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان وترفض تنفيذ ايا من قرارات الشرعية الدولية رغم صدور اكثر من 750قرار جمعية عامة و80قرار مجلس أمن إضافة الي سلسلة القرارات الصادرة عن مجلس حقوق الانسان وغيرها من المنظمات الدولية لصالح حقوق شعبنا بما في ذلك قرارات اليونسكو .

ان ازدواجية المعايير التي يتبعها المجتمع الدولي بالمقارنة مابين اوكرانيا وفلسطين حيث عشرات القرارات التي صدرت عن محكمة الجنايات الدولية تجاة روسيا وبالمقابل إهمال انتهاكات الاحتلال للشعب الفلسطيني يعكس مدي الإنجاز الغربي لدولة الاحتلال بوصفها جزء من المشروع الاستعماري العالمي .

من الهام التركيز بالخطاب الإعلامي الفلسطيني علي الرواية التاريخية الفلسطينية وتفنيد الرواية الصهيونية والتميز بين معاداة المشروع الاستعماري الصهيوني وبين اليهودية كديانة وفصم العلاقة بين انتقاد سياسة إسرائيل وبين معاداة السامية علما بأن إسرائيل تحاول اعتماد قرار بالامم المتحدة يربط ما بين انتقاد سياساتها وعدوانها  ومعاداة السامية كما تعمل علي تجريم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (B-D-S)واخراجها عن القانون بالعديد من بلدان العالم بالرغم من طابعها الشعبي والحقوقي والسلمي .

رغم التهديدات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية بسبب حكومة اليمين الفاشية الا انة من الممكن تحويل التهديد الي فرصة من خلال الربط بين إسرائيل ونظام الابارتهاييد والتمييز العنصري حيث اقر الكنيست الاسرائيلي بالعام 2018 قانون القومية العنصري كما ان برنامج الحكومة اليمينية المتطرفة يتبني خطة الحسم ويدفع باتجاة تهويد القدس وضم مساحات واسعة من الضفة الغربية وزج التجمعات السكانية الفلسطينية في معازل وبانتوستانات والابقاء علي عزل وحصار قطاع غزة والعمل علي فصلة بالكامل عن الضفة الغربية.

ان خطة الانقلاب علي القضاء التي تقودها حكومة اليمين الفاشية  ومحاولات استحضار المفاهيم الايديولوجية والدينية التوراتية  والتحول الي دولة شريعة بدلا من الطابع العلماني يشكل فرصة لترسيخ الطابع العنصري والمبني علي التفوق العرقي لدولة الاحتلال وذلك عبر إخراجها من المجتمع الدولي الذي يتبني مبادى  سيادة القانون واستقلال القضاء وقيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الانسان.

تقوم حكومة الثالوث نتياهو وسموتريتش وبن غفير وعبر التقاسم الوظيفي بين جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين بارهاب الشعب الفلسطيني عبر هجمات عديدة بالعديد من المناطق مثل ترمسعيا وحوارة وعوريف وأم صفا وجنين ونابلس بهدف كي الوعي وتيايس شعبنا ودفعة للهجرة او الاستكانة والتكيف مع بقاء حالة الاحتلال وذلك من خلال مصادرة الأراضي والاستيطان وتنفيذ آليات من التطهير العرقي والتميز العنصري بما يشمل شعبنا في مناطق 1948.

ان تعريف  دولة الاحتلال لنفسها بأنها دولة لليهود وان أرض فلسطين التاريخية هي أرض إسرائيل وحكرا لليهود يثبت الطابع العنصري لدولة الاحتلال حيث من غير الطبيعي ان تكون دولة اثنية وعرقية لها علاقة بالديمقراطية حيث يتناقض ذلك مع فكرة المواطنةكما  يتناقض مع احتلال واضطهاد   شعبا اخر .

لقد شنت دولة الاحتلال منذ بداية العام  حوالي مئة هجوم علي شعبنا بما يشمل العدوان علي غزة واستشهد اكثر من مئتي مواطن منهم حوالي 57طفلا واعتقلت العشرات ونفذت عصابات المتطرفين  عشرات الاقتحامات للمسجد الاقصي وتم الاعلان عن بناء الاف الوحدات الاستيطانية ومصادرة الاف الدونمات بما يؤكد الطابع الاستعماري والعنصري لدولة الاحتلال. 

من الضروري التأكيد علي حق شعبنا بالكفاح والمقاومة وفق المادة 50 من ميثاق الأمم المتحدة ووفق الاعلان العالمي لحقوق الانسان من أجل التحرر والاستقلال. 
من الهام ان يستفيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني من منظومة حقوق الانسان والقانون الدولي والعمل علي استقطاب أوسع حملة تضامنية تتبني وتدعم الرواية الوطنية والتاريخية الفلسطينية وتفكك الرواية الاستعمارية الصهيونية. 

ان الأوان للعمل علي بلورة خطاب وطني فلسطيني موحد ذو طبيعة تحررية بما يساهم في تكتيل الموقف الدولي لصالح حقوق شعبنا. 

 

اشترك في القائمة البريدية