الإغاثة الزراعية تطالب بحماية حقوق المزارعين وتعويض خسائرهم والمساهمة في التنمية الاقتصادية

 

رصدت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) واقع العاملين في القطاع الزراعي وأصحاب المزارع الذين تضررت مزارعهم بشكل كبير بسبب العدوان الأخير على قطاع غزة والذي استمر على مدار خمسة أيام من فجر يوم الثلاثاء 9 مايو حتى مساء السبت 13مايو، وتكبدوا خسائر فادحة.

ويعد قطاع الزراعة من أكثر القطاعات التي تضررت نتيجة استهداف الأراضي الزراعية بشكل مباشر وغير مباشر.

ونوهت الإغاثة في تقريرها الذي أعدته من خلال الجولات الميدانية، أن خسائر القطاع الزراعي في قطاع غزة خسائر متعددة الأوجه حيث تلف مباشر للأراضي المزروعة بالخضراوات والفواكه " البطيخ والشمام والمشمش والخوخ والعنب اللابذري" وتدمير للمنشآت الزراعية والبنية التحتية الزراعية من خطوط ناقلة وطرق زراعية وشبكات ري وآبار زراعية وخزانات المياه والمشاتل والمواشي نتيجة استهداف لمئات الدونمات وعشرات المنشآت الزراعية خلال العدوان.

وأكدت الإغاثة أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الزراعي والأمن الغذائي القدرة على تلبية الاحتياجات الغذائية وتصدير المنتجات الزراعية.

كما تأثرت حقول القمح ومزارع تربية الدواجن والثروة الحيوانية بشكل عام، ولم يتمكن المزارعين من الوصول إلى أراضيهم لممارسة عملياتهم الزراعية وتسويق منتجاتهم.

وتشير الإغاثة ان التدمير للبنية التحتية للزراعة يعرض القطاع الزراعي لتحديات كبيرة ويقلل من الإنتاجية الزراعية والقدرة على تلبية احتياجات السكان من الغذاء، كما يؤثر على قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم والعناية بمحاصيلهم ومواشيهم.

ولفتت الإغاثة ان تدمير الأراضي الزراعية والموارد الطبيعية يؤدي إلى تدهور البيئة وتلوث التربة والمياه، مما يؤثر على جودة المحاصيل المنتجة وعلى صحة الأغذية التي يتناولها الأشخاص في المجتمع ، حيث ان تدمير البنية التحتية الزراعية يعني أن القطاع الزراعي في قطاع غزة سيواجه تحديات كبيرة في إعادة الإعمار واستئناف الإنتاج الزراعي وستكون هناك حاجة إلى توفير التمويل والدعم اللازمين لإعادة بناء المزارع وشراء المعدات والبذور والشتلات الجديدة.

وأشارت الاغاثة الزراعية انه و برغم جملة التحديات الكبيرة، فإن القطاع الزراعي في غزة لا يزال يحتفظ بقدرات كبيرة، ويمكن للمنظمات الدولية والمجتمع المدني العمل معًا لإعادة بناء البنية التحتية الزراعية وتوفير الدعم اللازم للمزارعين والعاملين في القطاع الزراعي، وتعزيز الأمن الغذائي والاقتصادي في المنطقة.

وأكدت الاغاثة ان الحصار المفروض على قطاع غزة يؤثر أيضًا على القطاع الزراعي بشكل عام حيث أن تقييد حركة الأفراد والبضائع والمواد الزراعية يعوق عملية التنمية الزراعية ويحد من إمكانية استيراد المواد اللازمة للإنتاج الزراعي وتصدير المنتجات الزراعية.

شهادات حية

المزارع عارف شمالي من حي الشجاعية شرق مدينة غزة قال:" منعنا من الوصول إلى أراضينا الزراعية على مدار أيام العدوان الخمسة، مما أدى الى تلف في المزروعات ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تم استهدافها بالمتفجرات الامر الذي أصاب التربة بالملوثات ودمر البنية الزراعية فيها ".

وتابع: يعاني المزارعون في حي الشجاعية ليس فقط من الظروف الصعبة المفروضة على قطاع الزراعة بل من الظروف المعيشية البائسة ثم جاء هذا العدوان زاد من معاناتهم".

أما المزارع عبد السلام الوادية يقول “كل حياتنا من وراء زراعة وبيع الخضار، ولا يوجد لدينا أي مصدر دخل أو معيل، وبسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة تضررنا بشكل كبير وتضرر مصدر رزقنا، فنحن إذا زرعنا أكلنا وإذا لم نزرع لن نأكل"

ويضيف: مع بداية العدوان على قطاع غزة لم نتمكن من الوصول إلى أراضينا الزراعية بسبب الهجوم القاسي التي تتعرض إليه الأراضي من قذائف مدفعية وصواريخ حربية من قبل الاحتلال علما أن جميع الأراضي مزروعة بأشجار ومحاصيل منها ما هو داخل بيوت بلاستيكية والأخرى في أراضي مكشوفة لم نتمكن من الوصول إليها منذ أيام مما يعني خسارة فادحة وإتلاف في المحاصيل التي تعتبر المصدر الوحيد والرئيسي لقوت يومنا خصوصا أننا لم نتمكن من قطف الثمار الناضجة في موعدها وبالتالي لا يوجد تسويق".

معيقات!!

وترى الإغاثة الزراعية بأن الاحتلال هو المعيق الرئيسي للنهوض بالقطاع الزراعي في قطاع غزة بشكل عام وبقطاع تربية الثروة الحيوانية بشكل خاص، وذلك من خلال سيطرتها على المعابر وما يتبعه من إجراءات عقابية يعيشها المواطن الفلسطيني، كما أن تعمد استهداف الأراضي الزراعية ومزارع الثروة الحيوانية من شأنه تدمير هذا القطاع ودفع المزارعين للعزوف عن الاستثمار فيه

وأشارت الإغاثة الى ان الثروة الحيوانية أيضًا تأثرت بالعدوان، حيث تم استهداف الحظائر والمزارع المخصصة لتربية المواشي والدواجن، مما أدى إلى فقدان العديد من الحيوانات تزامنا مع سياسة ادخال الاعلاف المفروضة على هذا القطاع من قبل الاحتلال حيث يتم ادخال الاعلاف ما يكفي لأسبوع واحد فقط ويشار الى ان هذه السياسة تم فرضها عام 2006

وتقول مربية الدواجن فطوم البطة صاحبة المشروع الصغير ان العدوان اثر على قدرتها على توفير الاعلاف للدواجن والحد من إمكانية تسويق الدواجن في الأسواق المحلية الذي يعد مصدر الدخل لأسرتها مما فاقم من معاناتها في توفير الاحتياجات

وفيما يخص قطاع الصيد، بين تقرير الرصد ان (5606) عاملاً تضرروا بفعل الانقطاع عن العمل داخل البحر نتيجة العدوان الأخير بالإضافة إلى ذلك الخسائر اليومية نتيجة إغلاق المعابر

ويؤكد الصياد محمد السلطان من بيت لاهيا شمال قطاع غزة أن الصيد مهنتهم الوحيدة التي يعتاشون منها وأن إغلاق البحر نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة أثر عليهم بشكل كبير وفاقم من قدرتهم على توفير سبل عيشهم اليومي وحرمهم من ممارسة العمل في هذا البحر

وتؤكد الإغاثة الزراعية على ضرورة الالتزام باتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تحدد حقوق المدنيين في الحرب وحمايتهم، بما في ذلك المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة

وتطالب الإغاثة الزراعية المؤسسات الدولية بضرورة الوقف الى جانب القطاع الزراعي وتعويض المزارعين على الأضرار التي لحقت بالأراضي والمنشآت الزراعية والبنية التحتية الزراعية نتيجة استهدافها بشكل مباشر .

والجدير بالذكر ان عدد العاملين في قطاع الزراعة بقطاع غزة حسب تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بلغ 15,600 عامل .

 

 

اشترك في القائمة البريدية