المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين أعمال العنف والانتقام واسعة النطاق التي نفذها مئات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي


يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات أعمال العنف والانتقام واسعة النطاق التي نفذها مئات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، في عدة قرى في نابلس، شمال الضفة الغربية، وأدت إلى مقتل مواطن وإصابة آخر بالرصاص، وإحراق عشرات المنازل والمنشآت والمركبات. 
وتأتي هذه الاعتداءات الواسعة نتيجة الرعاية الرسمية الإسرائيلية للعنف الذي يمارسه المستوطنون، وتمكينهم من حمل السلاح واستخدامه ضد الفلسطينيين دون أية مساءلة، وكذلك نتيجة التحريض على الكراهية الذي يمارسه وزراء في الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
ووفق تحقيقات المركز، ففي أعقاب عملية إطلاق نار نفذت في حوالي الساعة 2:00 مساء يوم الأحد 26/2/2023 وأدت لمقتل مستوطنين في بلدة حوارة، جنوب شرقي مدينة نابلس، أغلقت قوات الاحتلال جميع مداخل مدينة نابلس، وأحكمت حصار البلدة من ثلاث جهات. وبعد نحو نصف ساعة بدأ مئات المستوطنين، يقدر عددهم بنحو 500 مستوطن، بالتجمع على حاجزي حوارة وزعترة اللذين يحاصران بلدة حوارة، وكذلك أسفل مستوطنة “يتسهار” على الطريق الاتفافي يتسهار الذي يحكم حصار البلدة من الجنوب الغربي، وسط حضور عدد من المسؤولين من حكومة الاحتلال وجيشه إلى موقع العملية.  خلال مسيرتهم، شرع المستوطنون بتنفيذ أعمال عنف واعتداءات واسعة على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومنازلهم ومحالهم التجارية ومركباتهم الخاصة في بلدة حوارة، وإحراقها المتعمد دون أي تدخل من قوات الاحتلال لمنعهم من اقتراف تلك الاعتداءات. واستمرت اعتداءاتهم حتى الساعة 11:15 ليلاً وأدت إلى إصابة العديد من المواطنين برضوض، وإحراق 7 منازل بالكامل و6 كراجات سيارات، و34 مركبة، فضلاً عن تهشيم نوافذ 25 منزلاً والاعتداء عليها بالحجارة، وتهشيم زجاج 20 مركبة أخرى.
كما تعرضت 3 سيارات اسعاف ومركبة للدفاع المدني للاعتداء والرشق بالحجارة من المستوطنين، ومنعوها من الوصول للبلدة من أجل المساعدة في إخراج المصابين وإطفاء النيران. 
وبالتزامن مع الاعتداءات الواسعة في البلدة، وفي حوالي الساعة 5:00 مساءً، هاجم نحو 70 مستوطنًا، انطلاقاً من مستوطنة يتسهار، قرية عصيرة القبلية في نابلس، وشرعوا في إلقاء الحجارة تجاه منازل المواطنين وألقوا مادة سريعة الاشتعال تجاه مدخل أحد المنازل ما أدى إلى إلحاق أضرار به، واندلعت مواجهات مع المواطنين. 
وفي حوالي الساعة 9:00 مساءً، هاجم نحو 100 مستوطن قرية زعترة المتاخمة لحاجز زعترة، جنوب شرقي مدينة نابلس، وشرعوا بحماية قوات الاحتلال في تنفيذ اعتداءات واسعة على المواطنين وممتلكاتهم في القرية.  وقد تجمع عدد من المواطنين أمام منازلهم ومنشآتهم لحمايتها من محاولات الحرق والاعتداء. وخلال ذلك، أطلق مستوطنون من على بعد 100 متر من مكان تجمع المواطنين أعيرة نارية باتجاههم، فأصيب المواطن سامح حمد الله محمود الأقطش، 37 عاماً، بعيار ناري في بطنه، بينما كان يقف مع أشقائه وآخرين لحماية ورشة الحدادة الخاصة به على مدخل القرية.  ونقل المصاب إلى مستوصف بيتا وهناك أعلن الأطباء وفاته متأثراً بإصابته الخطيرة.  ولاحقًا انسحب المستوطنون وفرضت قوات الاحتلال طوقًا عسكريًّا على القرية. 
وفي التوقيت نفسه، هاجم مستوطنون، انطلاقاً من مستوطنة يتسهار، قرية بورين جنوب شرقي مدينة نابلس، وأضرموا النار في بركس لتربية المواشي جنوب القرية. كما أشعلوا النيران في حظيرة أغنام، و5 مركبات، ورشقوا منازل بالحجارة، قبل أن يتصدى لهم المواطنون ما دفعهم للتراجع. 
وإذ يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عنف المستوطنين فإنه يؤكد أن قوات الاحتلال تتحمل المسؤولية عن هذا العنف الممنهج المسنود بقرار من أعلى المستويات السياسية في إسرائيل. 
ويدعو المركز المجتمع الدولي والهيئات الأممية لتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والتدخل الفاعل لوقف جرائم قوات الاحتلال والمستوطنين ضد الفلسطينيين، والعمل على توفير الحماية لهم.
 

اشترك في القائمة البريدية