اكدت جمعية التنمية الزراعية "الإغاثة الزراعية" خلال ورشة عمل نفذتها مع المزارعين على ضرورة تحسين كفاءة محطات المعالجة الموجودة وضرورة معالجة المياه العادمة وذلك للاستفادة منها

وأشارت الاغاثة أن نسبة المياه العادمة الغير معالجة تقدر بحوالي 90 %من مجمل كميات المياه العادمة حيث تغطي شبكات الصرف الصحي في قطاع غزة 60 % من المساكن، في حين يعتمد 40 % منها على الحفر الامتصاصية. 80 %من المياه العادمة تذهب الى البحر والنسبة الباقية وهي 10 % تتسرب الى الخزان الجوفي ملوثة المياه والتربة.

وتطرقت الى ان أزمة القطاع البيئية في أساسها غياب محطات معالجة تعمل على مستوى يلائم الجودة المطلوبة للمعالجة وذلك بسبب قلة كفاءة المواد والمعدات وقطع الغيار اللازمة لتشغيل وصيانة مرافق الصرف الصحي مشيرين إلى أن العديد من محطات المعالجة صممت سابقا بتصورات وقدرات ذات كفاءة معينة

وبينت أن استخدام المياه العادمة الغير معالجة في الري أضرار لا تحصى بسبب وجود الملوثات البيولوجية الممرضة، موضحين أنها تترك أثاراً على التربة نتيجة لوجود الملوثات الكيماوية السامة التي تقتل الديدان النافعة في التربة كما يمكنها أن تؤدي إلى تلوث الهواء بسبب الرياح التي قد تساعد في نقل البكتريا والميكروبات الممرضة.

وأشارت إلى أن الاستفادة من المياه العادمة يتطلب معالجتها كيميائياً وفيزيائياً للتقليل من آثارها السلبية على البيئة.

ونوهت إلى أن تصريف المياه المستخرجة من المنازل والمصانع وغيرها يحتاج إلى شبكات صرف صحي بمواصفات عالية وبمستوى تعداد السكان، مشيرة إلى أن الواقع في قطاع غزة مخالف لكل المواصفات والشروط الدولية.

وأوضحت الاغاثة أن للمياه العادمة الغير معالجة تأثير كبير على المخزون الجوفي ومياه البحر حيث انها تعمل على زيادة نسبة النترات والأملاح وأنها تتسبب في احداث اضرار بيئية وتزيد من ملوحة المياه وهذا بدوره يؤدي الى فساد المحصول الزراعي وعدم تنوعه بالإضافة إلى أن تلوث مياه البحر والكائنات البحرية نتيجة تدفق المياه خاصة في مدينة غزة بسبب توقف محطات ضخ المياه العادمة إلى برك المعالجة، الأمر الذي يؤدي وصولها إلى البحر.

وأوصت الإغاثة بضرورة وتكاتف الجهود بين القطاعات المائية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية لحل الأوضاع المائية من حيث المدخلات والمخرجات وإنشاء محطات معالجة للمياه العادمة وضرورة مناشدة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والإقليمية العاملة في مجال البيئة للحد من تدمير وتدهور البيئة من خلال توفير الحلول العاجلة اللازمة للحد من استنزافها وإعادة تأهيلها بالإضافة إلى ضرورة تسهيل إدخال المواد اللازمة لعمل محطات المعالجة الجاري انشائها بدون معيق