الإعلام المجتمعي يطلق مسرحية "كلام ريهام" حول مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، ويعرضها في عدد من مدارس (أونروا)

 

عقد مركز الإعلام المجتمعي أولى عروض مسرحية "كلام ريهام" بهدف تعزيز ثقافة حقوق المرأة ومفاهيم المساواة وعدم التمييز بين الجنسين لدى الأطفال واليافعين واليافعات، وذلك بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وبمشاركة مجموعة من طلبة المرحلتين الابتدائية والإعدادية.

وتأتي عروض مسرحية "كلام ريهام" في إطار حملة 16 يوم العالمية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات، وينفذ مركز الإعلام المجتمعي CMC العروض ضمن أنشطة مشروع “حشد المجتمع والإعلام لتعزيز وصول النساء إلى العدالة والأمن في قطاع غزة” في إطار المرحلة الثانية من مشروع سواسية، البرنامج المشترك بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة UN-WOMAN، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف UNICEF لتعزيز سيادة القانون في دولة فلسطين.

وقالت خلود السوالمة، مديرة المشاريع في مركز الإعلام المجتمعي “نسعى من خلال المشروع إلى المساهمة في تحسين وصول المرأة للعدالة، والحصول على حقوقها من خلال جهود المناصرة والتوعية بمفاهيم العدالة بين الجنسين، وحقوق الإنسان والمرأة في الاتفاقيات الدولية والمحلية، ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي”.

ونوهت السوالمة إلى أن مسرحية "كلام ريهام" تأتي تتويجاً لجهود متواصلة بذلها المشاركون والمشاركات في مخيم تدريب صناعة وتحريك الدُّمى المسرحية واستخدامها في تعزيز ثقافة حقوق المرأة، الذي نفذه مركز الإعلام المجتمعي في وقت سابق، بمشاركة مجموعة مميزة من اليافعين والشباب من الجنسين المهتمين/ات بحقوق المرأة والعمل المسرحي.

واستمرت تحضيرات مسرحية "كلام ريهام" على مدار أكثر من 3 أشهر متواصلة، قام خلالها المشاركون/ات في المخيم بتطوير فكرة المسرحية وكتابة السيناريو الخاص بها وتحديد شخصيات أبطالها، وتقسيم الأدوار فيما بينهم، بعد ذلك تدرّب المشاركون/ات على أداء النصوص، وتقليد الأصوات حسب مُحددات الشخصيات، ثم قاموا بصناعة الشخصيات الرئيسية من دُمى الماريونيت (عرائس الخيوط)، وتصميم وصناعة ديكور المسرح، وفي المرحلة الأخيرة تدرّبوا على تحريك أبطال المسرحية والتعامل مع مسرح عرائس الخيوط المتنقل بكل سلاسة وسرعة، وذلك بإشراف ومتابعة مدربون المخيم، وفريق مركز الإعلام المجتمعي.

وتُحاكي مسرحية "كلام ريهام" مواقف ومشاهد تحدث في معظم البيوت الفلسطينية، تتعرض فيها الفتيات للتمييز على أساس الجنس، وحرمانها من حقوقها، والإقصاء من أدوار مختلفة في الحياة، حيث تقوم بأداء شخصية الفتاة في هذا الدور الدُّمية ريهام، وهي بطلة المسرحية وعنوانها.

في المقابل تسعى المسرحية إلى مناهضة هذه الظاهرة بالتشجيع على مشاركة كلا الجنسين داخل الأسرة وعلى كافة المستويات، وتُبرز المسرحية أهمية ذلك في الحصول على الحقوق والوصول إلى مجتمع صحي ومتماسك تُشارك فيه المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في كافة الأدوار. كما تشجع المسرحية على الاعتزاز بالتراث الفلسطيني والاقتداء بأنماط المشاركة بين الأجداد من الرجال والنساء في مختلف المجالات.

وقامت بافتتاح مسرحية "كلام ريهام"، بطلة مركز الإعلام المجتمعي (نور)، وهي شخصية مسرحية من دُمى الماريونيت صنعها المشاركون/ات في المخيم، حيث تقوم بتعريف المشاهدون/ات بالمركز، وأهدافه، وأنشطته، وفكرة المسرحية، وهدفها، كما تقوم (نور) باختتام العرض، وتُحفز المشاهدون/ات على التفاعل مع النقاش، وطرح تساؤلات مختلفة حول العرض وظاهرة التمييز وكيفية مناهضتها، فيما تقوم بإدارة النقاش مع الأطفال واليافعين/ات مجموعة من الأخصائيات النفسيات من برنامج غزة للصحة النفسية.

ونجحت المسرحية في جذب انتباه وتركيز الأطفال واليافعين واليافعات لمدة 20 دقيقة متواصلة، وما إن انتهت العروض حتى أبدى/ت المشاهدون والمشاهدات حماس وتفاعل كبيرين مع شخصيات المسرحية، وقاموا بمصافحة الدُّمى أبطال المسرحية، وعبروا على سعادتهم بالعرض، وطريقة الأداء.

وثمن المعلمون/ات المشرفون/ات على تنفيذ العروض من المدارس، الجهود المبذولة من فريق المسرحية ومركز الإعلام المجتمعي، والحرص على إتمام العروض بأفضل جودة، وأكدوا على دور المسرح في تعزيز وعي الأطفال واليافعين/ات بأهمية المشاركة بين الجنسين، والحد من مظاهر التمييز بينهم، وتأثيره الإيجابي في وعيهم وسلوكهم، كما أوصوا بتنفيذ مزيداً من العروض استجابة لاحتياج الطلبة.

من الجدير ذكره أنه تم تنفيذ 10 عروض مسرحية في كلاً من مدرسة ذكور الشاطئ الابتدائية (ج)، ومدرسة بنات تل الهوا الابتدائية (ب) ومدرسة بنات المأمونية الإعدادية (أ) في الفترتين الصباحية والمسائية، وفقاً لاتفاقية تعاون بين مركز الإعلام المجتمعي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ويجري تحضيراته لاستكمال تنفيذ العروض وصولاً لأكبر عدد من الأطفال واليافعين/ات في مجموعة من المدارس من كافة محافظات قطاع غزة.

يُشار إلى أن مركز الإعلام المجتمعي افتتح أنشطته ضمن حملة ال 16 يوم العالمية، بإطلاق حملة رقمية لمناهضة العنف الإلكتروني ورفع الوعي بالأمان الرقمي للفتيات. وقام بإنتاج وبث فيلم وثائقي حول ظاهرة العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات. ونظم جلسة نقاش لمجموعة من أفلام مهرجان "بعيون النساء" 2022 بالتعاون مع مركز شؤون المرأة. وعقد أيضاً جلسة توعية حول قانون حماية الأسرة من العنف بالتعاون مع تحالف أمل.

كذلك يقوم مركز الإعلام المجتمعي خلال حملة ال 16 يوم العالمية ببث سلسلة من حلقات البودكاست التي تناقش موضوعات الابتزاز الإلكتروني، والتزويج المبكر، والتمكين الاقتصادي، وحضانة الأطفال، وهوس إنجاب الذكور. ويُطلق خلال هذه الأيام حملة إعلامية لرفع الوعي حول التمييز الجندري وضرورة مناهضته. إلى جانب ذلك يقوم مركز الإعلام المجتمعي CMC بتكثيف الترويج لتطبيق مساحاتُنا الذي يسهل وصول النساء والفتيات المعرضات للعنف إلى مقدمي الخدمات متعددة القطاعات من المؤسسات بكل سهولة وسرعة وأمان، والذي أصدره CMC بالشراكة مع مؤسسة تير دي زوم – سويسرا.

وسينفذ مركز الإعلام المجتمعي ورشة توعية حول أثر التغيرات المناخية على العنف القائم على النوع الاجتماعي بالتعاون مع شبكة المنظمات الأهلية، كما ويواصل مركز الإعلام المجتمعي CMC عقد مجموعة جلسات توعية حول حقوق المرأة، والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومناهضة العنف الإلكتروني، ضمن أنشطته في إطار حملة ال 16 يوم العالمية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات.

يُذكر إلى أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) هو مؤسسة أهلية تعمل في قطاع غزة منذ عام 2007، تسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية ضمن النهج القائم على حقوق الإنسان.

اشترك في القائمة البريدية