بمناسبة اليوم العالمي للطفل، مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للأطفال الفلسطينيين

 

يصادف الأحد الموافق 20 تشرين الثاني/ نوفمبر2022، اليوم العالمي للطفل، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل عام 1959، واتفاقية حقوق الطفل عام 1989، والتي نصت على ضرورة احترام وحماية حياة الأطفال وكرامتهم الإنسانية، وفي هذا العام تحتفي الأسرة الدولية بهذا اليوم تحت شعار "الشمول لكل طفل".

 

وفي الوقت الذي تتكاثف فيه الجهود الدولية؛ لضمان إعمال حقوق الطفل الأساسية، وبلوغ أعلى مستوى ممكن بلوغه من الصحة الجسدية والنفسية، وحماية الحق في الغذاء والبيئة النظيفة والمياه وغيرها من الحقوق الأساسية التي لا يمكن حماية وحفظ الحق في الحياة بدون توفيرها للأطفال، تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاتها المتصاعدة بحق المدنيين الفلسطينيين وعلى وجه الخصوص الأطفال، حيث أبدت قوات الاحتلال خلال الأعوام السابقة وحتى الآن تحللاً كاملاً من مجمل الاتفاقيات الدولية لا سيما الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، والبروتوكول الإضافي الملحق بها، وقرار مجلس الأمن 1612 الخاص بحماية الأطفال في وقت النزاع المسلح.

ففي الضفة الغربية والقدس المحتلة، واصلت قوات الاحتلال انتهاكاتها المنظمة المدنيين الفلسطينيين والتي انعكست على الأطفال، من خلال محاصرة المناطق السكنية وعزل السكان ومنعهم من الوصول للخدمات الأساسية وفرض القيود على حرية الحركة والتنقل، وتنفيذ عمليات عسكرية متكررة واقتحام المدن والقرى الفلسطينية مستخدمة القوة المفرطة ما تسبب في قتل وإصابة عشرات الفلسطينيين من بينهم عدد من الأطفال.

وفي قطاع غزة تتواصل معاناة الأطفال الفلسطينيين نتيجة الاعتداءات المتكررة التي شنتها قوات الاحتلال على القطاع، واستهدفت خلالها المدنيين والمنازل والمنشآت التعليمية والصحية، والطرق والبنية التحتية، وراح ضحيتها آلاف الأطفال بين قتيل وجريح، إذ تشير عمليات الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت خلال الفترة من 20/11/2021 وحتى 20/11/2022، (8) أطفال، وأصابت (49) آخرين، واعتقلت (26) طفلاً، وتوفي (3) أطفال جراء منعهم من السفر لتلقي العلاج، وشردت (398) طفلاً بعد استهداف منازلهم بالقصف.

ويتواصل تدهور الأوضاع الإنسانية عموماً وأوضاع حقوق الطفل على وجه الخصوص، مع استمرار فرض قوات الاحتلال حصاراً خانقاً ومستمراً على القطاع منذ أكثر من 15 عاماً، أسهم في شل قدرة السلطات المحلية الفلسطينية وغيرها من وكالات الأمم المتحدة المتخصصة في النهوض بواقع تمتع الأطفال الفلسطينيين بحقوقهم وفقاً للقانون الدولي.

وقد انعكست هذه الممارسات على جملة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتضاعفت معدلات الفقر والبطالة، وظهرت مؤشرات خطيرة حول سوء التغذية. وهذا ما يؤكده البيان صادر عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، حول تدهور الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، وجاء في البيان ارتفاع عدد سكان قطاع غزة الذين يعتمدون على المعونات الغذائية ليصل إلى حوالي (1,1 مليون شخص) . بينما في عام 2007، لم يحصل سوى 800 ألف شخص على معونات غذائية.[1].

مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد لاستمرار وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الأطفال في الأرض الفلسطينية المحتلة، ويعبر عن أسفه الشديد حيال تحلل المجتمع الدولي من التزاماته القانونية بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان، وعدم تدخلها لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة وضمان احترام قوات الاحتلال لالتزاماتها القانونية.

وعليه، يطالب المركز المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف الأطفال الفلسطينيين، وحمايتهم من آثار وتداعيات الهجمات العسكرية، وإنهاء حصار غزة وضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني، وإنهاء حالة الحصانة التي تسهم في استمرار وتصاعد وتيرة الانتهاكات. ويشدد المركز على أن اليوم العالمي للطفل يجب أن يشكل مناسبة للمجتمع الدولي، لتقف فيه كل دولة أمام واجباتها والتزاماتها القانونية والأخلاقية أمام الممارسات العنصرية وانتهاكات حقوق الأطفال لا سيما في الأرض الفلسطينية المحتلة.

اشترك في القائمة البريدية