جمعية عبد الشافي الصحية و المجتمعية: مرّ عام على تأسيس "نادي القراء" الذي يعد نواة لإعادة المثقفين إلى درب المطالعة

 

لا تزال شعوب الأمة العربية تعاني من تبعات التراجع الحضاري الذي تعيشه على كافة الأصعدة العلمية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية بسبب ابتعادها عن وسائل النهوض المتمثلة في القراءة والمطالعة التي أثبتت التجارب أنها أقصر الطرق إلى بلوغ مصاف الأمم المتقدمة في العصر الحديث.

ولعل أخطر ما تواجهه أمة “اقرأ” هو الابتعاد عن القراءة وضعف مستوى الاطلاع لدى شرائح واسعة من الشعوب العربية، ففي الوقت الذي يقرأ فيه الفرد من أمم أخرى عشرات الكتب خلال سنة واحدة يشترك عشرات العرب في قراءة كتاب واحد بحسب التقارير الصادرة في هذا المجال. على الأقل في بعض الدول العربية- التي بدأت تبرز فيها بين الحين والآخر تجارب تستحق الإشادة والتشجيع نظرا لما يمكن أن تحققه من نجاح في بعث روح القراءة من جديد و إحياء الدور الريادي للعرب الذين قامت الحضارة الحديثة و علومها التجريبية على كتبهم عندما كانوا يعرفون قيمة الكتب

في يوم 18/10/2021 في المركز الثقافي في جمعية عبد الشافي الصحية و المجتمعية في غزة ( فلسطين ) كان موعد اللقاء الأول لفريق نادي القراء التي تم تشكيله من مجموعة من الشباب و الشابات القراء و الموهوبون على قدر كبير من المسؤولية ووضوح الرؤية فيما يتعلق بأهمية ودور الكتاب.

في ذلك التاريخ أعلنت تلك المجموعة عن ميلاد ” نادي القراء” الذي يعتبر تجربة رائدة في عالم القراءة والمطالعة والرفع من المستوى الثقافي لدى المجتمع الفلسطيني ، بل والعالم العربي أجمع عندما تنتشر التجربة وتصل إلى المستوى الذي يخطط له القائمون على هذه التجربة الرائعة.

في ”نادي القراء” يراد له أن يكون نواة لإعادة المثقفين إلى درب المطالعة، حيث بدأت التجربة باتفاق الحاضرين على انتقاء كتاب معين وتوزيع ملخص منه على أعضاء المجموعة، وبعد شهر تجتمع لمناقشة الكتاب وأهم محتوياته، وشيئا فشيئا توسّعت دائرة النادي من عدد قليل الى عدد أكثر من جميع الفئات ، أكملوا خلال سنتي / 2021 – 2022 قراءة عشرات الكتب في مختلف المجالات، علما أن النادي يواصل جهوده لتوسيع نشاطه وتشكيل أعداد إضافية سعيا لبلوغ الهدف المنشود وهو إشاعة المطالعة وقراءة الكتب في المجتمع الفلسطيني وغيره، و استضافة كتاب و شعراء بارزين في مكتبة جمعية عبد الشافي الصحية و المجتمعية لاطلاع نادي القراء على تجاربهم في عالم الكتابة ولتعطي درسا عمليا للشباب –من الجنسين- في خوض غمار الكتابة.

وبعض الكتاب يقول إن الكتابة هي توثيق لجهود الكاتب الذي يجب عليه قبل الدخول إلى هذا العالم أن يطرح هذا السؤال على نفسه ” لماذا أكتب؟ ولمن أكتب؟” إلى أن الانطلاق من هذه القاعدة يعتبر أحد أسس النجاح للكابت الذي ينبغي له أن يكتب في تخصصه الذي يمكنه أن يبدع فيه، وعندما ينضج قلم الكاتب ويصل إلى عالم الشهرة عليه أن لا يجلس في برج عاجي ويضع نظارات سميكة بينه وبين الجمهور، فهذا يعد السبب الأول لسقوطه، فمخالطة الجمهور والبحث عن مشاكلهم هي وحدها الكفيلة بتطوير ملكة الإبداع لدى الكاتب

وفي ختام كل لقاء كان الكاتب أو الشاعر يقوم بقراءة بعض النصوص القصصية و الشعرية من كتابه الجديد و المستوحاة من قصص واقعية و تركيزه على ثقافة البلد ، جعل منه حديث المثقفين الذي يلاقي اعجابا من قبل نادي القراء من خلال اللقاء الذي يعقد كل شهر و يشجع على الدراسة والكتابة.

 

اشترك في القائمة البريدية