30 معتقل يستخدمون سلاحهم المتمثل في امعائهم الخاوية

 

                                                                                      بقلم الاستاذ /علاء السكافي

يُعد الإضراب عن الطعام وسيلة يستخدمها المعتقلون والأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية في معرض دفاعهم عن مجموع الحقوق والضمانات التي تنتهكها سلطات الاحتلال الإسرائيلية، كما أنه الملاذ الأخير الذي يضطر إليه المعتقلون بعد أن يستنفذوا كافة المحاولات، التي تأخذ شكلاً تدريجياً وتتمثل في إبلاغ المطالب إلى تلك الإدارة، سواء كتابياً أو شفهياً، ومن ثم إرجاع وجبات الطعام، بعد ذلك يبدأ المعتقلون في إضرابات جزئية تستمر ليوم أو لعدة أيام، وفي حال لم تتحقق مطالبهم المشروعة، يُعلنون عن خوضهم إضراباً مفتوحاً، يمتنعون من خلاله عن تناول الطعام باستثناء المياه والملح.

تسعى سلطات الاحتلال إلى ترسيخ اجراءات وممارسات تهدف إلى خلق وفرض سياسات عنصرية لا إنسانية ولا قانونية مع شرعنة ما تقوم به في مخالفة واضحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الانسان، والأخطر في ذلك حالة التوافق بين السلطات الأمنية والتشريعية والقضائية على مخالفة واضحة لأبسط حقوق المعتقلين والأسرى.

يناضل المعتقلون الفلسطينيون من أجل الحصول على أقل من الحد الأدنى الذي كفلته المعايير الدولية ويستخدمون في سلاحهم الأخير المتمثل في أمعائهم الخاوية ليحاربوا بقوة خلايا أجسادهم المجردة لانتزاع أبسط حقوقهم التي فاوضوا عليها على امتداد سنوات قبل أن يقرروا اللجوء لخيارهم الأخير والمؤلم بالإضراب عن الطعام.

يضطر الأسرى والمعتقلون للجوء للإضراب عن الطعام كوسيلة للاحتجاج وللفت الأنظار عن معاناتهم داخل سجون الاحتلال تتمثل في سياسة الاعتقال الإداري، ولوضع المجتمع الدولي ومؤسساته وأجهزته القضائية ومنظماته أمام مسؤولياتهم.

ويعتمد نجاح الاضراب عن الطعام على ثلاثة عوامل وهي (الحشد الإعلامي المنظم، التحركات الشعبية والمناصرة الجماهيرية المساندة، قوة وإرادة المضربين عن الطعام)

هم في ذلك يضعون المجتمع الدولي وأجسام الأمم المتحدة في اختبار صعب وحقيقي إما اثبات الجدوى من وجود منظومة حقوق الإنسان أو بالمقابل تأكيد إنها وجدت فقط لإعطاء صورة جميلة وغير حقيقية عن عالم تتحكم به قوى الظلم والشر.

فإننا ندعو القوى والفعاليات الرسمية والغير رسمية الفلسطينية لتكثيف جهود الإسناد للأسرى وإعطاء قضيتهم -كقضية حقوقية وعادلة برغم قسوة التضحية- الأولوية القصوى في عملهم ونشاطاتهم المختلفة، بما في ذلك توظيف مقدراتهم كافة لدعم وإسناد مطالبهم المشروعة، فإننا ندعو أحرار العالم ونشطاء حقوق الإنسان لتكثيف فعاليات التضامن مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

المجدُ للشهداء، والحريةُ لأسرى الحرية

 

 

اشترك في القائمة البريدية