نظم مركز د. حيدر عبدالشافي للثقافة والتنمية لقاءً حواريًا حول أوضاع فلسطيني الداخل وذلك بالتعاون مع الهيئة الوطنية لإسناد شعبنا في فلسطيني الداخل. استضاف المركز د. عامر الهزيل الأكاديمي والباحث والناشط المجتمعي عبر تقنية الزوم. وشارك باللقاء مجموعة من المثقفين من الداخل ومن قطاع غزة.
بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية من مدير المركز أ/ محسن أبو رمضان أشار بها الى أهمية استمرارية التواصل مع مثقفي فلسطيني الداخل بهدف تمتين أواصر العلاقة والتأكيد على وحدة الروابط الجمعية لمكونات الشعب الفلسطيني بهدف تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة.
بدوره قام د/ عامر بعرضًا تفصيليًا للأوضاع السياسية والاجتماعية بالداخل خاصة على مشارف انتخابات الكنيست القادمة وأشار الى أن الشارع في إسرائيل يتجه نحو اليمين واليمين المتطرف وأن هناك حالة من الإحباط لدى الجماهير العربية تتمثل في احتمالية تدني نسبة تصويت العرب مشددًا على خطورة تجربة القائمة العربية الموحدة والتي تطرح المشاركة في حكومات اليمين المعادية لحقوق شعبنا وأشار الى تباينات في القائمة المشتركة معربًا عن رغبته بنجاح المحادثات الرامية لتحقيق ائتلاف القائمة المشتركة بالرغم من وجهات النظر المتباينة بين أطرافها بوصفها تمثل الموقف الأكثر تعبيرًا عن الحقوق الوطنية والمدنية لفلسطيني الداخل مشيرًا بأن فكرة التيار الثالث التي تجمع ما بين العمل البرلماني والعمل الشعبي هي فكرة بحاجة لمزيد من الوقت والجهد والعمل لتحقيقها.
وتتطرق د/ عامر الى صعود التيار الديني اليهودي في المجتمع الإسرائيلي الأمر الذي يعني مزيدًا من التطرف والتشدد خاصةً بعد إقرار كل من قانوني القومية والمواطنة العنصريين.
من جهته أشار د/ أسعد غانم المحاضر في جامعة حيفا الى أهمية بلورة برنامج تعليمي وطني مشترك يساهم في تعزيز المفاهيم الوطنية والمدنية الموحدة بين تجمعات الشعب الفلسطيني.
وقام المداخلون من غزة بطرح العديد من الأسئلة منها الأسباب التي تقف وراء زيادة نسبة تأييد تيار اليمين المتطرف في الشارع الإسرائيلي وموقف تيار الحركة الإسلامية جناح الشمال وجدوى المشاركة بالكنيست حيث قام د/ عامر بالاجابة على هذه الأسئلة باشارته الى زيادة النزعة العنصرية والاستعلائية الناتجة عن الشعور بالتفوق العسكري والاقتصادي المدعوم من القوى الاستعمارية الخارجية وغياب المساءلة على انتهاكات دولة الاحتلال لمبادئ حقوق الانسان كما أشار الى أهمية الدمج ما بين النضال البرلماني والنضال الشعبي ليكملا بعضهما البعض، أما بالنسبة لتيار الحركة الإسلامية جناح الشمال فقد نوه الى أن سلطات الاحتلال اخرجته عن القانون لكن بالرغم من ذلك فهو تيار يرفض المشاركة بالانتخابات لأسباب ايدولوجية كما هو الحال مع تيار حركة أبناء البلد.
واختتم د/ عامر مداخلته بشعار معًا ولوحدنا بمعنى العمل الموحد والمشترك بين كافة التجمعات الجغرافية الفلسطينية مع التركيز على خصوصية كل تجمع على حدا مشددًا على أهمية العمل على تحقيق دولة ديمقراطية لكل مواطنيها.