رام الله/ افتتح مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة ووزارة الخارجية، وبالشراكة مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" وبدعم من والاتحاد الأوروبي، دورة تدريبية بعنوان (الشكاوى الفردية الخاصة باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري)، استهدفت عدداً من طاقم الهيئة من مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية السيد جيمس هينن مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين، والسفير عمار حجازي مساعد وزير الخارجية والمغتربين للعلاقات متعددة الأطراف والدكتور عمار دويك مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
وشدد هينن على ضرورة الالتزام بمتطلبات الاتفاقية الدولية لمناهضة التمييز العنصري وفقاً للفقرة الأولى من المادة 14 من الاتفاقية التي تنص على إنشاء وتعيين جهازا في نظامها القانوني يكون مختصاً باستلام والنظر في الالتماسات المقدمة من الأفراد وجماعات الأفراد الداخلين في ولايتها والذين يدعون أنهم ضحايا انتهاك لأي من الحقوق المقررة في هذه الاتفاقية، ويكونون قد استنفذوا طرق التظلم المحلية المتوفرة، مبيناً أن هذه الدورة التدريبية تقدم لمنتسبيها الأدوات والمعارف اللازمة على إجراءات تقديم الشكاوى الفردية المتعلقة بالتمييز العنصري.
وبين حجازي أهمية التدريب على آليات الشكاوى، مبيناً أن الهيئة المستقلة هي الجهة الأقدر للقيام بدور تلقي الشكاوى الفردية حول التمييز العنصري، كون الهيئة تمتلك القدرات والطاقات اللازمة والمؤهلة، وأثبتت حياديتها ومهنيتها على الدوام، علاوة على دورها الهام في مجال توعية الجمهور الفلسطيني بحقوقه وبآليات هذه الاتفاقية، مشيراً إلى من ضرورة تفعيل جميع الجوانب المتعلقة بهذه الاتفاقية، وأن وزارة الخارجية نعمل مع جميع المؤسسات الرسمية ذات العلاقة ومؤسسات المجتمع المدني والهيئة المستقلة لضمان تنفيذ توصيات الاتفاقية مواءمتها مع التشريعات السارية في فلسطين، وصولاً لتنفيذها من خلال تمرير القوانين اللازمة، كون المواطن الفلسطيني يستحق التمتع بجميع الحقوق وتفعيل شبكة أمان للدفاع عن نفسه في حال انتهاك أي من حقوقه.
من جانبه قال الدويك "نحن مهتمون جدا في الهيئة المستقلة بهذا التدريب لأهميته في السياق الداخلي الفلسطيني وتلبية لالتزاماتنا اتجاه لجنة مناهضة التمييز العنصري، من المهم التعرف على هذه الاتفاقية بعمق سيما انه تم ايراد ملاحظة في ملاحظاتها الختامية حول غياب الشكاوى في نظام الهيئة على خلفية التمييز العنصري، مبيناً أن الهيئة المستقلة قد بدأت العمل بالفعل على إضافة التصنيف على استمارة الشكاوى الخاصة بها، ولكننا اصطدمنا في غياب تصنيف واضح ينطبق على السياق الفلسطيني، فهناك صعوبة في تحديد المجموعات العرقية والاثنية والاقلية في فلسطين والتي من الممكن ان تتعرض للتمييز العنصري".
وشدد الدويك على أهمية التركيز على عمل لجنة مناهضة التمييز العنصري خاصة في ظل اصدار المزيد من التقارير الدولية (امنستي وتقرير المقرر الخاص لحالة حقوق الإنسان في فلسطين) والتي تؤكد النتائج السابقة التي توصلت اليها مؤسسات حقوق الإنسان العاملة على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية، بأن إسرائيل تمارس الفصل العنصري (الأبارتهايد) في الأرض الفلسطينية المحتلة.
يتضمن التدريب الذي يستمر على مدار يومين عدة مواضيع أهمها، اتفاقية التمييز العنصري وعرض تقديمي لبعض المواد الرئيسية الخاصة باتفاقية مناهضة التمييز. إجراءات الشكاوى الفردية ومعاييرها وعملياتها. دراسة استمارة الشكاوى الفردية للجنة القضاء على التمييز العنصري. دور الهيئة كجسم وطني لتلقي الشكاوى الفردية. ودور المؤسسات الوطنية بموجب المادة 14,2 من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. ويقدم التدريب كل من رفيف مجاهد وصابر النيرب من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في رام الله وغزة، وفيفيان لآزانو- مكتب المفوض السامي في جنيف بقسم الالتماسات والإجراءات العاجلة، وريهام برغوثي من وزارة الخارجية.