نظمت الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون، وملتقى إعلاميات الجنوب بمحافظة رفح، اليوم، ورشة عمل بعنوان "الصحافيون الفلسطينيون..ملاحقة واستهداف إسرائيلي متعمد"، بمشاركة محمد الجمل، رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون، المدير التنفيذي للملتقى ليلى المدلل، والصحافي ، والإعلامي أحمد عدوان، والحقوقي يحيى محارب، من مركز الميزان لحقوق الإنسان.
وافتتح اللقاء الصحافي الجمل مؤكدا أن الصحافيين الفلسطينيين دفعوا الفاتورة الأكبر من الاستهداف الإسرائيلية، إما عبر الاستهداف المباشر، والذي أفضى لقتل أكثر من 48 صحافياً منذ العام 2000، وإصابة العشرات، أو الاعتقال، واستهداف المقرات الإعلامية، عبر القصف والإغلاق.
فيما أكدت المدلل أن الصحافيين الفلسطينيين واصلوا تأدية رسالتهم وواجبهم رغم كل التحديات والمخاطر، ولم يتوقفوا يوماً عن نقل الصورة والكلمة للعالم أجمع، وهذا أغاظ الاحتلال، وقد رأينا جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة بشكل متعمد ومقصود.
وقدمت المدلل عرضاً موجزا عن سلسلة الجرائم والانتهاكات التي نفذتها سلطات الاحتلال بحق الصحافيين خلال السنوات القليلة الماضية.
فيما أكد الإعلامي أحمد عدوان، أن الصور والأخبار التي نجح الصحافيون بنقلها من فلسطين وجالت كل العالم، كشفت الوجه القبيح للاحتلال، وهزت صورته أمام العالم، وكانت سبباً في حملات المقاطعة التي ووجه بها أكادميون، واقتصاديون، وحتى سياسيون إسرائيليون، لذلك كان هناك قراراً إسرائيلياً بوقف عمل الصحافيين، عبر استهدافهم بهدف ترويعهم.
وأكد أن حادثة اغتيال أبو عاقلة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة باعتقاده، فالاحتلال ماضي في استهداف الصحافيين، ولن يتردد باستهداف أي صحفي يوثق جرائمه البشعة التي ترتكب بحق الفلسطينيين العزل سواء في الضفة أو قطاع غزة، أو مدينة القدس، مؤكدا أن استهداف شيرين كان متعمد ومقصود، ونفذ بطريقة احترافية، بدليل أن موضع الإصابة كانت في جزء قاتل لا يغطيه الدرع أو الخوذة الواقية من الرصاص.
في حين أكد محارب أن قضية شيرين لاقت صدى دولي كبير، فهناك دول قررت فتح تحقيق في الحادث، وأخرى نعتها، مرجعاً سبب ذلك لقوة المؤسسة التي كانت تعمل فيها شيرين.
وبين محارب أنه مطلوب من الصحافيين اختيار الرواية التي يقدمونها للعالم، كي تظهر الفلسطينيين على أنهم ضحايا وهم فعلا كذلك، مشددا على ضرورة تجاوز بعض الأخطاء في التغطيات الإعلامية.
وفيما يخص إمكانية التوجه لمحكمة الجنايات الدولية بخصوص قضية شيرين، أكد أن المحكمة الدولية هي محكمة أفراد، والتوجه لها يجب أن يسبقه خطوات قانونية كثيرة، من بينها التوجه لمحاكم إسرائيلية، مشيرا إلى أن ثمة توجه لمحاكم دولية على خلفية قتل صحافيين برصاص الاحتلال في السابق.
بينما أكد الحضور في مداخلاتهم على أن الجرائم التي ارتكبت بحق الصحافيين، خاصة اغتيال شيرين أبو عاقلة، تصنف في القانون الدولي على أنها جرائم حرب صريحة، خاصة المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.