رام الله – نشرت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) نتائج دراسة سلاسل القيمة الزراعية، وذلك ضمن أنشطة مشروع " تمكين الشباب الفلسطيني في مناطق ج بطريقة مستدامة ومنصفة ضد كوفيد 19 من خلال القطاع الزراعي" الممول من مؤسسة التعاون الاسباني من خلال مؤسسة FPS، حيث شارك في الفعالية معالي وزير الريادة والتمكين م. أسامة السعداوي ومدير عام الإغاثة الزراعية أ. منجد أبو جيش ومجموعة من المؤسسات الريادية والشركات الناشئة ومؤسسات الاقراض، بالإضافة لطاقم الإغاثة الزراعية.
ورحب مدير عام الإغاثة الزراعية أ . منجد أبو جيش بمعالي وزير الريادة والتمكين م. أسامة السعداوي وبالمشاركين في الورشة، كما أكد على إهتمام المؤسسة بريادة الأعمال والشباب الرياديين في القطاع الزراعي ويظهر ذلك جليا من خلال مجموعة الانشطة والمشاريع التي تنفذها المؤسسة في هذا المجال، حيث حققت المؤسسة نجاحات لافتة في الأنشطة التي نفذتها مع الشباب الرياديين على مستوى الوطن بادئين بتهيئتهم من خلال مجموعة من التدريبات المكثفة بهدف تطوير أفكارهم وتدريبهم في مجالات متخصصة مختلفة وصولا لاستكمال خطط مشاريعهم و دمجهم في سوق العمل وتسويق منتجاتهم بمواصفات وجودة عالية وبتعبئة وتغليف ممتاز.
كما نوه أبو جيش الى أن الهدف من نشر الدراسة هو التعرف على واقع سلاسل القيمة في القطاعات المختلفة وإشراك مختلف الجهات الفاعلة فيها وتطبيقها بشكل عملي، بالإضافة لتركيز الإغاثة الزراعية على نشر الدراسات والأبحاث التي تقوم بها بهدف اعتمادها كوثائق بحثية علمية يستفيد منها الباحثين والمختصين.
من جانبه قال وزير الريادة والتمكين م. أسامة السعداوي أن مفتاح نجاح قطاع ريادة الأعمال في فلسطين هو وجود بيئة حاضة لهذا القطاع، وانه على رغم من عدم وصول فلسطين الى المستويات والنسب المطلوبة في قطاع ريادة الأعمال الا أن فلسطين من الدول التي ينتشر فيها فكر الريادة المجتمعية تاريخيا، كما أن مكونات البنية الريادية في فلسطين موجودة الا أنها غير مؤطره بالشكل المناسب.
وأشار السعداوي الى وجود 51 مؤسسة تعمل في مجال ريادة الأعمال و 90 مشروع ناشئ (STARTUPS) ، بالإضافة لعدد من حاضنات و مسرعات الأعمال التي تم تأسيسها من خلال المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص . وشدد السعداوي على أن التعليم هو المحرك للقطاع الريادي في المجتمع ويظهر ذلك من خلال إلغاء أكثر 200 تخصص لم يعد سوق العمل بحاجة لها وإضافة 120 تخصص جديد لها علاقة بالتطور الذي حصل في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخداماتهما.
وأوضح منسق المشروع م. جميل عبد الهادي أن المشروع الذي تندرج تحته هذه الدراسة يهدف بشكل أساسي الى زيادة صمود السكان في المناطق الريفية والمهمشة المصنفة (ج) لمواجهة أثار البطالة الناجمة عن فايروس كورونا المستجد، عن طريق المشاريع الريادية الزراعية المستدامة، حيث أن للعمالة وريادة الأعمال دور تحويلي في خلق تماسك اجتماعي أكبر ونمو اقتصادي مستدام.
وأشار عبد الهادي الى ان أنشطة المشروع تنقسم لقسمين رئيسيين، أحدهما يصب في استقطاب مبادرات زراعية من الشباب يتم العمل على تطويرها من خلال تدريب المبادرين على المهارات التقنية والشخصية في مجال ادارة المشاريع الزراعية للوصول الى سوق العمل بطريقة مستدامة تضمن الحصول على عائد مادي، اما الجانب الثاني فيتضمن التركيز على بناء تفاهمات مع قطاع التعليم (الجامعات التي تتضمن برامج تعليمية زراعية) لمناقشة الفرص والثغرات الموجودة في البرامج التعليمية الحالية.
ويتوقع من المشروع الخروج ب 17 مشروعًا زراعيًا جديدا على الأقل في المناطق المختارة مما يسهم في توفير فرص عمل مستدامة وزيادرة الامن الاقتصادي للمبادرين وأسرهم، كما يسهم في زيادة الإكتفاء وضخ منتجات جديدة للسوق المحلي وإنعاش الاقتصاد تباعا، بالإضافة الى تحسين الخطط والبرامج الدراسية في الجامعات.
كما قدمت شركة التطوير الاستشارية المنفذة للدراسة عرضا عن أهم مخرجات الدراسة، حيث تناولت الفرص والمعيقات الموجودة في سلاسل قيمة العنب، منتجات الألبان والفواكه عالية القيمة حيث أن هذه السلاسل تنضوي على فرص مستقبلية واعدة خاصة في مجالات التصنيع الغذائي والتسويق على الرغم من شح الموارد والممارسات الاحتلالية المعيقة لتطور مشاريع الرياديين الفلسطينيين، ذلك بالإضافة لتوضيح سبل تعزيز دور المرأة الفلسطينية في تطور هذه السلاسل واستدامتها على المدى الطويل.
اختتمت الفعالية بفتح المجال لمداخلات الحضور ونقاش مفتوح حول مخرجات الدراسة حيث تفاعل الحضور مع مواضيع النقاش التي تمحورت حول الخطوات القادمة للبناء على هذه الدراسة، بالإضافة الى استيضاح بعض التفاصيل الفنية المتعلقة بها وصولا الى توصيات مستقبلية لتطوير الدراسة والارتقاء بسلاسل القيمة الزراعية ككل.
