اختتمت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" دورة تدريبية حول المعالجات الإعلامية لشكاوى حقوق الإنسان، استهدفت عدداً من المذيعين ومقدمي البرامج في إذاعات وفضائيات قطاع غزة، بهدف اكسابهم المهارات اللازمة لتأهيلهم لتقديم معالجات إعلامية لشكاوى حقوق الإنسان، وتعزيز وصولهم للمواطنين المنتهكة حقوقهم وتقديم المساعدة لهم.
وأوضح المحامي بهجت الحلو منسق التوعية والتدريب في الهيئة أن هذه الدورة التدريبية نوعية من حيث استهدافها فئة من الإعلاميين يؤدون دوراً مهماً في تمكين الفئات المهمشة من الوصول إلى جهات الاختصاص للتقدم بشكاوى وصولاً لرفع أي ضرر أو مظلمة وقعت بحقهم، وفي مقدمتها توجيههم للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بصفتها المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في فلسطين، وذلك من خلال تزويدهم بمهارات تمكنهم من ربط تدخلاتهم الإعلامية بالنهج القائم على حقوق الانسان وأهداف التنمية المستدامة، وتعزيز قدراتهم في مجال تمييز الشكاوى المدنية والاقتصادية والاجتماعية.
من جانبه أكد المحامي جميل سرحان نائب مدير عام الهيئة لقطاع غزة على أهمية تنظيم شراكة مستدامة بين الهيئة والمؤسسات الإعلامية، انطلاقاً من الأهداف المشتركة ومبعثها الرسالة الحقوقية التي تصون حقوق الإنسان وتساند قضايا المواطنين، وترتيب ما من شأنه استثمار الآليات الدولية في تعزيز حقوق المواطنين، وذلك من خلال معايير ومؤشرات مهنية هدفها الوصول للحقيقة وضمان الموضوعية.
وفي كلمته ممثلاً عن المشاركين تحدث الإعلامي عبد الناصر أبو عون عن أهمية ما تضمنته الدورة من مفاهيم وأفكار تعزز ثقافة حقوق الإنسان من منظور إعلامي، ما من شأنه أن يضيف مهارات متطورة لمقدمي البرامج الإذاعية والتلفزيونية على احتكاك مباشر مع الجمهور، للمساهمة في تعزيز حقوقهم وحل مشكلاتهم، لافتاً إلى ضرورة استمرار عمل الهيئة مع فئة الإعلاميين استكمالاً لما تم خلال هذه الدورة، وإثراءً لتكامل الدور ما بين الحقوقيين والإعلاميين.
وقد تضمنت الجلسات التدريبية الدورة التدريبية التي امتدت لثلاثة أيام استعراض تجارب المشاركين في التعاطي مع شكاوى المواطنين، وكيف تمت معالجتها معالجة قبلية وأخرى بعدية في نهاية التدريب لقياس التقدم المحرز في آلية معالجتها، كما تم التعرف على الآليات الوطنية وتوضيح دور الهيئة المستقلة التي تعد إحدى تلك الآليات، وطبيعة الحالات التي تدخل ضمن اختصاصها لتقديم المشورة لأصحاب الواجب، والاستشارات للمواطنين، وتناول التدريب استعراضاً لأجيال حقوق الإنسان الثلاثة، وهي الحقوق المدنية والسياسية(الجيل الأول)، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية(الجيل الثاني)، وأهداف التنمية المستدامة (الجيل الثالث)، وتوضيح كيفية ربطها بدور الإعلاميين لتعزيز كيفية معرفة الحقوق والمطالبة بها وحمايتها.
كما اشتملت الجلسات التدريبية التي قدمها كل من بهجت الحلو منسق التوعية والتدريب، ومصطفى إبراهيم منسق المناصرة، ونسمة الحلبي منسقة الإعلام، وبكر التركماني منسق الشكاوى والتحقيقات، على تمكين الإعلاميين من مهارة معرفة المفهوم الحقوقي للفئات المهمشة، المتروكة خلف ركب الحقوق والاكثر حرماناً وآليات إعداد برامج حولها، واشراك الهيئة في الوصول اليها، إضافة إلى التعريف بالمعايير والمؤشرات والضمانات التي تقدمها أجندة التنمية المستدامة 2030، واستعراض آليات الهيئة وتدخلاتها إزاء الشكاوى التي توثقها، والقيمة المضافة للإعلام في تعزيز وصول المواطنين المنتهكة حقوقهم للهيئة وتقديم الشكاوى.