"لحتي الآن هناك بعض العائلات يفرحون بولادة الذكر ويستاؤون من ولادة الأنثى ولا يفضلون أحد يقدم لهم التهاني بولادة الأنثى، فهذا بحد ذاته عنف مبنى على النوع الاجتماعي" هذا ما جاء على لسان أحد المشاركات في الورشات المجتمعية التي عقدها مركز شؤون المرأة بغزة بواقع خمس ورشات حول "العنف المبني على النوع الاجتماعي وحقوق المرأة" في محافظات قطاع غزة الخمس، حيث جاء ذلك ضمن مشروع "تمكين النساء والفتيات وذوات الإعاقة الناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي في قطاع غزة من خلال الخدمات متعددة القطاعات وزيادة حساسية المجتمعات اتجاه نبذ العنف" الممول من الصندوق النسوي الكندي، مستهدفًا قرابة (144) من قادة المجتمع والمخاتير والحقوقيين/ات، والإعلاميين/ات، ومما لهم/ن تأثير في عمليات صنع القرار على المستوى الرسمي وغير الرسمي.
تناولت هذه الورشات موضوعات متنوعة محاكية للنوع الاجتماعي، أهمها النوع الاجتماعي "الجندر"، العنف المبني على النوع الاجتماعي، وحقوق المرأة.
وأكدت ألاء السراج، منسقة المشروع على أن هذه الورشات "انطلاقًا من رؤية المركز بضرورة توفير بيئة داعمة للنساء والفتيات خالية من العنف المبني على النوع الاجتماعي، عقدت هذه الورشات التي استهدفت نخبة المجتمع؛ لما لهم دراية كافية بقضايا المجتمع عامة والمرأة خاصة، منوهة إلى ضرورة العمل على تغيير ثقافة العنف المبني على النوع الاجتماعي وتغيير السلوك الاجتماعي المعزز للتمييز وعدم المساواة بين الجنسين، وصولاً الى مجتمع خالي من كافة أشكال العنف.
وقالت أحد المشاركات: "نحن نعاني من ثقافة مجتمعية صعبة تحتاج لتغيير وتعديل وتصحيح المفاهيم المجتمعية التي من شأنها تنقص من حقوق المرأة وتزيد من العنف المبني على النوع الاجتماعي"، منوهة مشاركة أخرى إلى أن الفتاة لحتي الآن يفرض عليها بعض التخصصات التي تناسب الفتاة من وجه نظر الأهل، مؤكدة على ضرورة تغيير هذه الثقافة السائدة لمناهضة التمييز والعنف المبني على النوع الاجتماعي.
في السياق نفسه خرجت هذه الورشات بتوصيات عديدة، أهمها ضرورة العمل على تعديل القوانين البالية الخاصة بالمرأة والعمل على تمكين المرأة اقتصاديًا ودعمها لمواجهة العنف الواقع عليها، استمرار عقد هذه الورشات؛ لاستمرار في توعية المجتمع وصولاً لمجتمع خالي من المفاهيم الخاطئة حول حقوق المرأة وقضاياها.