المركز الفلسطيني يدين تسارع وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تسارع وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، في وقت تتصاعد فيه عمليات هدم المنازل وتجريف الممتلكات الفلسطينية، في تكريس فعلي لخطة الضم وفرض السيادة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية المحتلة.

وتمثلت أحدث إجراءات التوسع الاستيطاني في نشر وزارة البناء والإسكان وسلطة الأراضي في إسرائيل، الأحد الموافق 15/11/2020، مناقصة لبناء 1257 وحدة استيطانية في مستوطنة “جفعات همتوس” على أراضي بلدة بيت صفافا، جنوبي مدينة القدس الشرقية المحتلة، والذي من شأنه ربط مستوطنات غيلو، وهار حوما، بمستوطنة تل بيوت.

ومن شأن إقامة هذه الوحدات الاستيطانية عزل مدينة بيت لحم عن بلدة بيت صفافا، جنوب مدينة القدس المحتلة، وفرض قيود وعراقيل إضافية على حركة تنقل المواطنين ووصولهم لأراضيهم.

يشار إلى أن مستوطنة ” جيفعات همتوس” هي عبارة عن بيوت مؤقتة غير ثابتة، وتقدر مساحتها حوالي 170 دونما، تحدها مستوطنة تل بيوت من الشمال، و مستوطنة جيلو من الجنوب، وبلدة بيت صفافا من الغرب. وتشكل هذه المستوطنة (جفعات همتوس) آخر رقعة كبيرة من الأراضي المفتوحة في القدس المتاخمة فعلياً للخط الأخضر، وهي عبارة عن أرض صخرية مرتفعة فيها القليل من المباني المتهدمة، والمقطورات المهجورة بمعظمها. وبالتالي، فإن الإعلان الإسرائيلي هو ليس مجرد إضافة وحدات سكنية في مستوطنة كما يبدو، بل سيُنظر إليه كونه أول حي إسرائيلي جديد في القدس الشرقية يقام على “الخط الأخضر” منذ 20 عاماً.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أشرفت أيضاً على بناء من هذا النوع في وقت سابق، معلنة إنشاء مستوطنة هار حوما في عام 1997، وذلك بعد يومين من التوصل إلى اتفاق الخليل الأول مع الفلسطينيين، وتضم الآن مستوطنة هار حوما أكثر من 50 ألف مستوطن.

وطرحت هذه المناقصة بعد أربعة أيام من التصديق الإسرائيلي على بناء 108 وحدات استيطانية في مستوطنة “رامات شلومو”، شمال القدس الشرقية.

وبهاتين المناقصتين، تعيد إسرائيل البناء الاستيطاني في مستوطنتين جمّدت البناء فيهما عام 2014 بسبب ضغوطات دولية.

وتأتي هذه المناقصات، في وقت وسّعت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات الهدم والتجريف ومصادرة الأراضي والممتلكات خاصة في مناطق (ج) في الضفة الغربية.

يعبر المركز عن مخاوفه من وجود توجهات إسرائيلية لتسريع وتيرة البناء الاستيطاني قبيل تسلم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، مهامها في العشرين من يناير المقبل، حيث يدور الحديث عن مخططات لبناء أكثر من 13 ألف وحدة استيطانية في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

يعيد المركز التأكيد على أن عمليات البناء والتوسع الاستيطاني غير قانونية، وتعد جريمة حرب، بموجب القانون الدولي الإنساني، وبالتحديد المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، حيث نصت على: “يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى، محتلة أو غير محتلة، أياً كانت دواعيه.”

كما ويعتبر الاستيطان أحد جرائم الحرب التي نصت عليها المادة (8) من ميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، والتي ينتظر الفلسطينيون قرارها بفتح تحقيق في الجرائم الاسرائيلية منذ سنوات بموجب اختصاصها على الجرائم التي ترتكب على الأرض الفلسطينية بعد انضمامها للميثاق في العام 2015.

وإذ يعبر المركز عن قلقه تجاه الصمت الدولي المريب من القرارات الإسرائيلية، فإنه يطالب المجتمع الدولي باتخاذ خطوات حقيقية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2334) المتعلق بإدانة الاستيطان.

كما يطالب المجتمع الدولي بتحرك فوري وفاعل لإعادة الاعتبار لسيادة القانون، ووضع حد للتحدي والتنكر المزمنين من دولة الاحتلال لمبادئ القانون الدولي، وللحصانة المتأصلة التي تحظى بها إسرائيل على مدى عقود.

اشترك في القائمة البريدية