غزة- تواصل جمعية التنمية الزراعية (الاغاثة الزراعية) العمل للحفاظ على ثمار وأشجار الزيتون من التلف في قطاع غزة بفعل انتشار ذبابة ثمار الزيتون التي تعد من الآفات الخطرة وعدم مكافحتها من شأنه أن يؤدي الى خسارة الموسم، حيث اتخذت الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشارها عبر المصائد المختلفة لاسيما الغذائية منها .
وقالت الاغاثة الزراعية إن خطورة هذه الافة تتمثل في استهداف نحو 60% من المحصول ما بين خسارة في الثمار وخسارة في جودة الزيت، كما أنها سريعة التكاثر.
وخطرهذه الافة كبير هذا العام لأن الموسم متوسط الإنتاجن اضافة الى التغييرات المناخية التي انعكست سلبًا على التنوع الخضري وباتت حقول زيتون غزة رهينة لتلك الآفة .
يشار الى أنه وعلى مدار عقود طويلة، كانت أشجار الزيتون في فلسطين سليمة من الآفات والأمراض؛ إلا أن استخدام المبيدات الكيماوية ساهم إلى حد كبير في إصابتها بأمراض لم تعرفها من قبل؛ بسبب قضائها على العديد من الحشرات الطبيعية التي تعمل على تحقيق التوازن الطبيعي، بالتالي تحويل العديد من الأنواع إلى آفات فعلية تتكاثر باستمرار، الأمر الذي دفع المزارعين إلى استعمال المزيد من المبيدات الكيماوية ذات المفعول الأقوى، والتكلفة الأعلى، لمواجهة الآفات وتكاثرها ومقاومتها للمبيدات، ما زاد تكلفة مكافحة الآفات.
وعملت الاغاثة الزراعية على ايجاد بدائل لهذه الكيماويات تساعد في الحد من انتشار الافة الخطرة من ناحية وسلامة الاشجار والتربة من ناحية ثانية وهو ما يعرف بالمصائد الغذائية .
وخلال جولة ميدانية على مزارع الزيتون في قطاع غزة قدم الفريق الفني في "الإغاثة الزراعية" شرحًا مفصلًا عن الأضرار التي تسببها هذه الآفة لأشجار الزيتون والمتمثلة في سقوط الثمار المصابة قبل نضجها، وعدم صلاحيتها للتخليل والكبيس، وكذلك انخفاض نسبة الزيت في الثمار المصابة لنحو 25% ، و تدني مواصفات الزيت الناتج وارتفاع نسبة الحموضة نتيجة تعفن الثمار.
وبين الفريق الفني أن الذبابة تبدأ دورة حياتها مع بداية فصل الصيف وتستمر في نشاطها حتى نهاية الخريف وبداية الشتاء ، وتواصل التكاثر على مدار خمسة اجيال في العام ، ويعد الجيل الثاني والثالث الأكثر ضررا وخطورة .
وعن دورة حياة الذبابة، يشير الفريق الفني إلى أن أنثى الحشرة تغرس البيض في الثمرة، ومن ثم تخرج الدودة لتتغذى على لب الثمرة ، ومع اكتمال الدودة فإنها تختبئ في التربة، ومن ثم تخرج الحشرات الكاملة من العذارى لتبدأ الاناث في التزاوج مرة ثانية وتنطلق دورة حياة جديدة وهكذا .
ويبين الفريق الداعم للمزارعين أن ذبابة الزيتون تهاجم الاصناف المختلفة ولكن بدراجات متفاوتة ، حيث يعتبر الزيتون النيبالي اقل عرضة للإصابة مقارنة بالأصناف الأخرى خاصة الرصيعية ذات الثمار الكبيرة، مشيرا الى أن نسبة الاصابة تزداد في السنوات ذات الحمل الخفيف بسبب قلة انخفاض الثمار وزيادة اعداد الحشرة.
وأشار الى أن تقدير نسبة الاصابة على الثمار تتم من خلال فحص عينة عشوائية من الثمار لكل شجرة دون قطفها.
اجراءات وقائية
وقدم الفريق شرحًا يتضمن اجراءات المكافحة التي تبدأ من خلال العمليات الزراعية عبر حراثة الأرض مرتين، الأولى بعد جمع الثمار والثانية في نهاية فصل الشتاء ، وذلك للقضاء على نسبة كبيرة من الحشرات التي تقضي فترة البيات الشتوي داخل التربة.
وجمع الثمار المتساقطة أولا بأول وإتلافها لأنها تحتوي على الأطوارغير الكاملة للحشرة
وبعد العمليات الزراعية تنطلق المكافحة الميكانيكية وتعتمد على جمع العذارى واليرقات، عن طريق تنظيف اماكن تخزين الزيتون والمعاصر، و رصد أعداد الحشرة وتحديد الوقت المناسب للمكافحة، غمر الجور بمياه الري ،اضافة الى تربية الطيور يقلل من الإصابة حيث تأكل عذارى الحشرات .
وفيما يتعلق بالمصائد الحشرية المستعملة لمراقبة وتقليل اعداد الحشرة يبين الفريق الفني أن الاغاثة الزراعية استهدفت العديد من مزارع الزيتون وعملت على تزويدها بهذه المصائد من أجل حماية الزيتون و المزارعين من أي خسائر تتربص بهم في حال تفشى هذه الآفة .
وبحسب الفريق الفني فإن المصائد تنقسم الى اربع وهي المصائد الفرموية، لونها أصفر وهى عبارة عن قطعة من القماش مضاف إليها كبسولة في جيب خاص علوي تحتوي على الجاذب الجنسي للذبابة، المصائد الضوئية، وهى على شكل كرة، تحتوى على "لد" اضاءة وتغلف بكيس نايلون مدهون بمادة لاصقة يتم تغييره بعد ان يمتلئ بالحشرات، إضاف الى مصيدة لونية صفراء من البلاستيك مطلية بمادة لاصقة اضافة الى المصائد الغذائية .
وخلال الجولة اجمع مزارعون على أن هذه المصائد شكلت طوق نجاه لهم وحفظت لهم موسم الزيتون خلال السنوات السابقة معربين عن املهم أن لا يتضرر المحصول هذا العام من هذه الآفة .
ويقول المزارع عاشور إن المصائد تبين حجم الخطر الذي تشكله هذه الذباية على الزيتون سيما وانه سرعان ما تمتلئ العبوات بها، ونعمل على تغييرها وفق الارشادات التي يقدمها لها الطاقم الفنى من الاغاثة الذي يعمل على زيارتنا بصورة مستمرة للاطمئنان على ثمار الزيتون .
ويضيف، منذ ان استخدمنا المصائد لم نعد نرى "الدود" مطلقًا في حبات الزيتون لافتا الى انه قبل الاستخدام كان الزيتون يمتلئ بهذه الافة ويطهر جليًا اثناء عملية التخليل اضافة الى رداءة في جودة الزيت .
وقال ان:" جمعية التنمية الزراعية زودته بنحو 100مصيدة وقدمت الارشادات لهم من اجل الحصول على افضل النتائج لافتًا الى انه لم يكن يعرف شيء عن طريقة العلاج الا من خلال التنمية الزراعية ".
وفيما يتعلق بالرش من خلال المبيدات اشار الى ان عملية الرش تتم فقط مره واحده في العام بيد انه كان عدة مرات قبل استخدام هذه المصائد .
البقاء للأجود
ويقول صاحب أحد مصانع المخللات في غزة جمال أبو العمرين، إنه مع حملات التوعية والارشادات التي تقدمها الاغاثة الزراعية للمزارعين ولأصحاب المصانع سواء المخللات او المعاصر، فقد أصبح هناك ثقافة تجاه ثمار الزيتون من حيث الالية السليمة للاعتناء بها، وكيفية القضاء على الآفات المختلفة التي قد تصيبها لاسيما ما يعرف بذبابة الزيتون .
ويشير، إلى انه يحرص على شراء الزيتون الذي يتمتع بجودة عالية ولا يوجد به ضرر لافتًا الى انه يتم فرز كميات الزيتون بالحبة حرصا على سلامة ما يتم تخليله وحفاظا على ثقة المستهلك، لافتا الى انه يشتري الزيتون من اصحاب المزارع مباشرة ويعمل على تفقده قبل التوريد وانه في حال التوريد تبين انه مصاب يقوم بإرجاعه للمزارع .
وقال: تم تكليف احد العمال في المصنع بفرز الزيتون من جديد للتأكد من سلامته مرة اخرى لافتا الى انهم على استعداد لشراء الزيتون بزيادة في سعره عن السوق المحلى في حال كانت جودته مرتفعة وكذلك الزيت .
واشار الى ان "الاغاثة الزراعية" وعبر طواقمها الفنية عملت على تطوير النظام الثقافي ومنهجية العمل لدى المزارع والمواطن وكذلك أصحاب المصانع بهدف تعزيز الانتاج المحلي وتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على المزارع الفلسطيني .