ساهمت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) في مجال تطوير قطاع العنب من خلال برنامجها التدريبي الاحترافي Go Professional ضمن مشروع تطوير السوق المتكامل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك بالشراكة مع الممول الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية، والوكالة الدنماركية للتعاون، بإشراف من مؤسسة أوكسفام، حيث يركز هذا البرنامج على سلاسل القيمة الخاصة بمحصول العنب، النخيل، الأبقار الحلوب والخضار (جزر، بصل). لكل من فئة المهندسين الزراعيين، الفنيين، المزارعين، والسيدات.
تحديات ومشاكل تواجه قطاع العنب
وقد لوحظ مؤخراً ان محصول العنب يواجه العديد من التحديات والمشاكل تتمثل في زيادة ملوحة المياه، التغير المناخي، ضعف جودة الأشتال، المعاملات الخاطئة التي يمارسها المزارعون بغير وعي ومن أهم هذه الممارسات عملية التقليم الخاطئة والتي تؤثر بنسبة 30 % على الإنتاج الكلي للمحصول.
مساهمة الإغاثة الزراعية في مجال تطوير قطاع العنب
هذا وقد اجرت الإغاثة الزراعية تدخلات تسهم في تطوير هذا القطاع الهام من خلال برنامج التدريب الاحترافي حيث استقدمت خبرات من الضفة الغربية متخصصة بسلسلة القيمة للعنب، ليقوموا بدورهم بتدريب عدد 20 مزارع لمدة 13 يوم، وتمكينهم من اتباع منهجية تدريبية متخصصة (المهام المركبة)،و جاء هذا التدريب بناء على دراسة تحليلية لسلسة القيمة للعاملين في قطاع العنب وتحديداً أهم الفجوات التي يعاني منها هذا القطاع، وخاصة الممارسات الزراعية التي تحتل 40% في التأثير على معدل الإنتاج و جودة المنتج ، وتزامن التدريب مع الرزنامة الزراعية لهذا القطاع بدءً بطريقة التقليم السليم وبما يتناسب مع الصنف و النوع لضمان الجودة والكمية ، حيث تؤثر عملية التقليم بنسبة 33% على معدل الإنتاج
وتم تسليط الضوء على كيفية التشخيص السليم للأمراض و ألية تطبيق برنامج المكافحة المتكاملة ، الى جانب التقنيات الحديثة في الرعاية كاستخدام التظليل في العنب الذي يسهم في الوقاية من الأفات و تساعد في زيادة نسبة الأوراق وحجمها والتخفيف من أثر التغير المناخي وانتهاء بممارسات الحصاد و معاملات ما بعد الحصاد و تم تدريبهم على مهارة استخدام أداة تدريج قطوف العنب حسب الحجم و الصنف، لما لهذا الامر من أهمية في تعزيز الفرصة التسويقية للمزارع وزيادة معدل الربحية
وركزت الإغاثة الزراعية من خلال العملية التدريبية على التطبيق العملي من خلال تنفيذ التدريب بمزارع ومشاتل نموذجية تتبنى الممارسات الحديثة والتقنيات الزراعية التي تم إدخالها مؤخرا الي قطاع غزة بدءً بأصناف العنب الجديدة مثل سكارلوتا، أوتيم (والتي يتوقع ان تعطى فترة انتاج أكبر، وحمل أكثر مقارنة بالأصناف المحلية الموجودة حاليا)، بالإضافة الي التكنولوجيا الحديثة من جهاز تكسير الملوحة الذي يخفف من نسبة الأملاح بنسبة 40%- 50% ، حيث ان هذه التجربة جرى تطبيقها من خلال مشروع تحسين وصول صغار المنتجين الفلسطينيين و تقويتهم ضمن سلسلة القيمة لمحاصيل الفاكهة ذات القيمة العالية و المجترات الصغيرة بتمويل من وزارة الشئون الخارجية و التجارة الإسترالية تنفيذ الإغاثة الزراعية بالشراكة مع مؤسسة أوكسفام ( أمينكا ).
وأشاد المزارعون بالطريقة الحديثة في التدريب وطالبوا بتوسيع دائرة الاستهداف لمزارعي العنب، وتنفيذ مزيد من الزيارات التبادلية بهدف تعميم التقنيات والأدوات الحديثة في هذا القطاع.
ويأتي هذا التدخل في إطار تعزيز قدرة المزارعين على تحسين الإنتاجية ودعمهم للوصول للأسواق وتحقيق ربح اعلى، وتوجيههم لتبني هذه الممارسات واحلال وابدال أصناف العنب بأصناف أكثر مقاومة وأكثر إنتاجية.
و يأتي اهتمام الإغاثة الزراعية بقطاع العنب باعتباره من اهم ركائز الاقتصاد المحلي الذي يعتمد عليه السوق المحلي في قطاع غزة على مدى السنوات الماضية، حيث يقدر اجمالي زراعة العنب في قطاع غزة حوالي 6200 دونم، ويصل الإنتاج السنوي الي 8200 طن، يعمل في هذا القطاع حوالي 1400 مزارع، 1000 امرأة (تعمل ما بين عملية قطف الورق الي عمليات التصنيع الغذائي) ويعود بالنفع على 16000 شخص، ويشكل حوالي 12 % من مجمل الإنتاج الزراعي.