لم تجد الفلسطينية هنادي أبو هربيد سعر الفواكه المجففة المُباعة في أسواق غزة معقولاً بالنسبة لها، فلجأت لإيجاد بديلٍ عبر استخدام تقنية جديدة الاولى من نوعها في فلسطين لتجفيف الغذاء، حيث انها حصلت على منحة من مشروع” نجاحها -تمكين الشابات الرياديات الفلسطينيات في القطاع الزراعي “ المنفذ من انقاذ الطفل بالشراكة مع الاغاثة الزرعية ومركز معا بتمويل من حكومة كندا الذي يهدف لتمكين الفتيات اقتصاديا واجتماعيا.
احتضنت الإغاثة الزراعية فكرة أبو هربيد (22 عاما) القائمة على تجفيف الفواكه والخضروات والأعشاب من خلال مجفف شمسي يعمل على الهواء الساخن، حيث جاءت فكرتها لتجمع بين دراستها العلمية كمهندسة طاقة متجددة واطلاعها على تقنيات متعددة في الطاقة بالاضافة الى شغفها الريادي لتصبح صاحبة مشروع متميز، فقد ساهمت الاغاثة الزراعية في تحقيق حلم هنادي من خلال وضع تصميم لشكل المجفف وتنفيذه وذلك من خلال خبراء الاغاثة الفنيين والذي تقوم فكرته على شفط الهواء من الدفيئة الزراعية الى انابيب خارجية ذات مواصفات خاصة ومعرضة للشمس والتي تقوم بتسخين الهواء ومن ثم دفعه ثانية الى الدفيئة مما يرفع درجة حرارة الدفيئة تقرييا 60-65 درجة مما تساهم في تجفيف الفواكه والاعشاب في فترة وجيزة تصل من 3 ايام الى اسبوع وفقا لنوع المنتج بدلا من مدة ثلاثة اسابيع بالطريقة التقليدية حيث يرتبط المجفف بنظام طاقة شمسية لاستغلال الطاقة الشمسية بالطريقة الافضل.
قالت أبو هربيد: "جاءت فكرة المشروع من أحد الزيارات الي محل تجاري لبيع الفواكه المجففة و لاحظت السعر المرتفع لها، إضافة الي أن أغلب الكميات الموجود في قطاع غزة هي مستوردة من الخارج، و بحكم دراستي في مجال الطاقة و شغفي الريادي في أن أصبح صاحبة مشروع ، قمت بتقديم فكرتي في تجفيف الفواكه و الخضراوات لكن بطريقة جديدة لم يتم استخدامها من قبل في فلسطين لأكون قادرة على انتاج منتجات الفواكه و الخضار المجففة بسعر مناسب و بجودة عالية طول العام".
وتعتبر هذه التقنية أحد الحلول الزراعية الريادية للمساهمة في الحد من التغيرات المناخية إضافة الي أنها تعتبر طريقة صحية للتجفيف وموفرة للطاقة وصديقة للبيئة.
ونوّهت إلى أن "الجهود المميزة من الطاقم الفني و الإداري لجمعية الإغاثة الزراعية و التدريبات و الزيارات الفنية التي حصلت عليها خلال فترة الاحتضان مكنتني في أن أنشئ مشروعي الخاص على أرض الواقع و أن يتحول حلمي الي حقيقة ، والذي بدوره سيضمن مصدر دخل لي ولعائلتي ،في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة و قلة فرص العمل"، على حد قولها.
وتستمر الإغاثة الزراعية في تقديم دورها الفعّال في المجتمع ودعم المشاريع الريادية التي من شأنها أن تعزز صمود القطاع الزراعي وتحسين واقع الأمن الغذائي .