افتتح المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أولى الدورات التدريبية ضمن برنامج حياة المشترك بعنوان “زيادة وعي وتطوير قدرات العاملين بالمؤسسات التعليمية للقضاء على العنف ضد المرأة”، وذلك بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتدريب المعلمين والمعلمات العاملين في قطاع التعليم بمدارس (الأونروا) في مختلف محافظات قطاع غزة. تستمر الدورة الواحدة لمدة خمسة أيام متفرقة، بواقع 25 ساعة تدريبية، علماً أنه سيتم تنظيم 15 دورة تدريبية خلال العام الأول 2019-2020 من المشروع تستهدف 400 مُعلم ومُعلمة.
يأتي هذا التدريب ضمن مشروع شراكة مع المركز وهيئة الأمم المتحدة للمرأة “UN Women” من خلال برنامج حياة المشترك الممول من حكومة كندا. ويهدف المشروع إلى تطوير القدرات المعرفية والمهارات التربوية الموجودة لدى المعلمين والمعلمات، فضلاً عن اكتساب مهارات تربوية جديدة تساعد على الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة، وخاصة العنف المبني على النوع الاجتماعي وفق الأساليب التربوية الحديثة للإسهام في إيجاد السلوك الملائم لحقوق الإنسان.
تناول البرنامج التدريبي موضوعات متنوعة تتناسب مع احتياجات الفئة المستهدفة وتهدف إلى تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان عامة وحقوق المرأة خاصة وفق التشريعات الدولية وقضايا العنف والنوع الاجتماعي (الجندر)، بالإضافة لمفاهيم العنف المبني على النوع الاجتماعي وأشكاله وأسبابه وطرق معالجته، آليات التدخل والحماية القانونية للنساء ضحايا العنف، التشريعات الفلسطينية ودورها في حماية المرأة، نظام التدخل الوطني لضحايا العنف، ودور المعلمين في الحد من ظاهرة العنف.
من جهتها أكدت أ. منى الشوا، مديرة وحدة المرأة ومديرة المشروع، على أن المركز وانطلاقاً من قناعاته ومنذ تأسيسه أنشأ وحدة متخصصة تعمل على نشر وتعزيز حقوق المرأة في المجتمع، ومساندة كل الجهود الرامية إلى تحقيق الإنصاف والعدالة لضحايا العنف، بالإضافة لتقديم المساعدة والاستشارة القانونية للنساء المعنفات. وأشارت الشوا إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق المعلمين والمعلمات في محاربة العنف، وأن هذه الدورات تركز على القضايا الأساسية لاحتياجات المعلمين والمعلمات، وتعزز من قدرتهم في التدريب على الاستجابة لحالات العنف بالإضافة لتقديم المساعدة والتدخل والحماية لضحايا العنف من خلال توسيع قاعدة التفاعل المجتمعي بين المدرسة والطالب والمعلم، للوصول لمجتمع متماسك يحارب العنف بجميع أشكاله.
بدوره تحدث أ. عبد الحليم أبو سمرة، مديرة وحدة التدريب بالمركز، حول دور المعلمين والمعلمات في نشر وتعزيز ثقافة وقيم حقوق الإنسان لدى طلابهم والمجتمع، مشيداً بالعلاقة والتعاون المشترك على المدى الطويل ما بين المركز وقطاع التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، حيث سبق للمركز وأن نظم خلال الأعوام السابقة عشرات الدورات التدريبية للمعلمين والمعلمات لإكسابهم مهارات حقوقية تساعدهم في بناء جيل واع بحقوقه وحرياته. وتنفيذ مشروع برنامج حياة المشترك للقضاء على العنف ضد المرأة والعنف المبني على النوع الاجتماعي يأتي في سياق استمرار التعاون المشترك مع التربية والتعليم في الأونروا لتعزيز قيم حقوق الانسان والحد من مظاهر العنف في البيئة التعليمية بشكل خاص والمجتمع الفلسطيني بشكل عام، وصولاً الى بيئة تعليمية آمنة.
من جهته أكد أ. خالد أبو صفية، مشرف حقوق الإنسان بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) على الاهتمام الكبير الذي يوليه البرنامج التدريبي في تنمية قدرات العاملين والعاملات في المؤسسات التعليمية، بهدف تحسين وعيهم وتطوير قدراتهم للقضاء على العنف ضد المرأة، مؤكداً على أهمية هذا التدريب لأضافته موضوعات جديدة لم يكن لهم معرفة مسبقة بها.
حول برنامج حياة المشترك
يتم تمويل برنامج حياة المشترك من قبل حكومة كندا ويتم تنفيذه من قبل مجموعة من وكالات الأمم المتحدة تتألف من هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (UN Women)، صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، برنامج المستوطنات البشرية (UN-Habitat)، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC)) .يجمع برنامج حياة المشترك بين السلطة الفلسطينية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية والشركاء الآخرين و يهدف للحد من تعرض او احتمالية تعرض النساء و الفتيات لجميع اشكال العنف فيما تعد كل من وزارة شؤون المرأة ووزارة التنمية الاجتماعية شريكين رئيسيين في برنامج حياة إلى جانب كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ووزارة العدل ووزارة الحكم المحلي وغيرهم من البلديات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية. يسعى برنامج حياة المشترك إلى القضاء على العنف ضد النساء والفتيات من خلال أنشطة رفع التوعية لتغيير الممارسات والمواقف الضارة التي ترتكب العنف وتثبت صحتها، وزيادة إمكانية الوصول إلى الخدمات الضرورية للناجيات من العنف خدمات مثل التدريب على كسب الرزق، والطب الشرعي، والعلاج الطبي والنفسي الاجتماعي، والوصول إلى الأمن والمأوى، فضلا عن تعزيز القدرة المؤسساتية للمسؤولين الحكوميين على وضع وتنفيذ أطر قانونية وأطر للسياسة العامة لتعزيز وحماية حقوق المرأة والفتيات في العيش بمنأى عن العنف .كما يركز برنامج حياة المشترك على ضمان التعليم الجيد الشامل والمنصف وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات، وجعل المدن سهلة الوصول للجميع آمنة ومرنة ومستدامة.