أكد ممثلون عن منظمات أهلية زراعية وخبراء على ضرورة خلق رؤية مجتمعية لضمان دمج احتياجات القطاع الزراعي في عملية إعمار قطاع غزة، مطالبين بضرورة بلورة رؤية شمولية من اجل وقف التدهور الحاصل والبدء في إعادة تأهيله بما يعزز من قدرته على الصمود في مواجهة التحديات.

وحذروا من خطورة التدهور الحاصل بالقطاع الزراعي وتأثيراته السلبية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي وتداعياته على الأمن الغذائي بقطاع غزة، مطالبين بالإسراع في تنفيذ مشاريع وآليات تقوم على تمكين القطاع الزراعي بما في ذلك إعادة تأهيله واستثماره ورفع المعيقات امام تصدير المنتجات الزراعية وإنشاء صندوق تعويض للمزارعين.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها قطاع الزراعة بشبكة المنظمات الأهلية، تحت عنوان “ضمان مشاركة قطاع الزراعة  في عملية إعمار قطاع غزة”، ضمن مشروع المشاركة الفعالة للمجتمع المدني في عملية إعمار غزة، بالتعاون مع برنامج المجتمع المدني (GIZ)، وشبكة المنظمات الأهلية.

وفي كلمته تناول مدير مجموعة الهيدرولوجيين في قطاع غزة  رياض جنينة  ورقة الحقائق الخاصة بتداعيات العدوان الإسرائيلي صيف 2014 وتأخر عملية الاعمار على قطاع الزراعة قي قطاع غزة  ، مشيرا الى  أن القطاع الزراعي واحدا من القطاعات التي تعرضت للاضرار الفادحة والمباشرة جراء هذا العدوان .

واشار جنينة إلى أن هذه الورشة جاءت لمناقشة ورقة الحقائق التي اعدها قطاع الزراعة في الشبكة، موضحا أنها تسلط الضوء على قطاع الزراعة في قطاع غزة عبر استعراض المسارات والمعيقات والقيود التي حالت دون تنميته، الى جانب التحديات والفرص التي يمكن استثمارها باتجاه اعادة بناء واستنهاض هذا القطاع الذي شهد تراجعا كبيرا.

وفي كلمة القطاع الزراعي بالشبكة قال محمد البكري مدير اتحاد لجان العمل الزراعي أن هذه الورشة جاءت لوضع رؤية واضحة لضمان مشاركة قطاع الزراعة بعملية الاعمار الى جانب مناقشة التحديات الصعبة التي تواجه القطاع الزراعي  وفي مقدمتها ما تكبده القطاع الزراعي من خسائر كبيرة جراء العدوان الإسرائيلي التي تقدر بحوالي 550 مليون  دولار واستمرار الحصار في ظل عدم وجود توجهات حقيقية لدعم جهود المنظمات الأهلية من اجل تأهيل القطاع الزراعي.

وأوضح البكري أن مساحة الاراضي الزراعية المدمرة وفق ما نصت عليه ورقة الحقائق التي اعدها قطاع الزراعة بالشبكة بلغت نحو 11164664 متر مربع، وتدمير ما يقارب57 كم² من الاراضي الزراعية في غزة والتي تشكل ما نسبته "%29" من المساحة الاجمالية للاراضي الزراعية في القطاع والبالغة 196كم².

وطالب البكري بضرورة العمل على حماية المناطق الزراعية في مواجهة الزحف العمراني وعبر خطة تضمن عدم الاعتداء على الاراضي الزراعية ومن أجل توفير الحد الأدني من الأمن الغذائي.

وطالب المشاركون في نهاية الورشة بضرورة وضع رؤية مستقبلية واضحة  تحمي القطاع الزراعي بالتوافق مع الوزارات والجهات ذات العلاقة.

وأكد المشاركون على ضرورة دمج المنهج الحقوقي في عملية الاعمار في القطاع الزراعي، والعمل الجاد لوقف التدهور والتراجع التي يشهدها القطاع الزراعي عبر خطط تنموية حقيقية تشارك بها كافة الاطراف ذات العلاقة بالعملية الزراعية من وزارة، منظمات دولية، منظمات أهلية، وقاعدية.

وأوصى المشاركون بضرورة عقد ورشة عمل من خلال الشبكة خلال الفترة القادمة تضم كل من المؤسسات الحكومية والوزارات المعنية والجهات ذات العلاقة لمناقشة رؤية القطاع الزراعي في الدراسة التي أعدها سابقا، واعادة صياغتها بما يلائم الوضع القائم والتحديات التي يواجهها القطاع الزراعي  وأخذها بعين الاعتبار