مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي تختتم مؤتمرها الأول حول الحركة النقدية في أدب الأطفال العربي

اختتمت مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي يوم الخميس الموافق ٢٢ تشرين ثاني ٢٠١٨ مؤتمرها الأول الذي تناول موضوع "أدب الأطفال العربي: الحركة النقدية"، بعد يومان من المحاضرات والحوارات والنقاشات العلمية، وبحضور ومشاركة أكثر من ١٠٠ باحث وكاتب وفنان ومكتبي عربي، بالاضافة لمجموعة من المهتمين والمهمات في مجالي الانتاج والنقد لأدب الطفل وأدب اليافعين.


قامت مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي بعقد هذا المؤتمر بالشراكة مع مؤسسات مهتمة في العالم العربي. تتلخص أهمية المؤتمر في ضرورة توفير منبر من أجل حراك فكري حول الحركة النقدية لأدب الأطفال في العالم العربي وذلك من خلال تسليط الضوء على طبيعة العلاقة بين الحركة الإنتاجية والحركة النقدية والتقاطع والتباين بينهما في السياق العربي. كذلك، تجد مؤسسة تامر في المؤتمر فرصة لإغناء حركة النقد في حقل أدب الأطفال واليافعين من خلال تقديم دراسات لأهم القضايا النقدية المعاصرة، وتحليل المفاهيم النقدية والأدوات المستخدمة في نقد أدب الطفل واليافعين وعلوم النقد الأدبي والفني، وفي تقديم أعمال نقدية لإصدارات مختلفة، لتشكل أمثلة عينية للمعنيين والفاعلين في مجال النقد بأنواعه المتعددة. كما هدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات وبناء الشراكات بين المؤسسات والأفراد العاملين في حقل أدب الأطفال واليافعين لتطوير مبادرات تسعى لتطويره محلياً وعربياً.


تطرق المؤتمر الى سبع محاور رئيسة، تشمل النصوص البصرية والرسومات في أدب الأطفال وأدب اليافعين/ات العربي، الهوية والتنوع والاختلاف في أدب الأطفال وأدب اليافعين/ات، تجارب نقدية عينية من حيث مفاهيمها ومنهجها (نقد النقد)، الحرب والهجرة، الموروث الشعبي وتجلياته في أدب الأطفال وأدب اليافعين/ات العربي، عدسة مقربة لمواضيع خاصة في أدب الأطفال، والمحور الاخير تطرق لجوائز أدب الاطفال.


شارك بالمؤتمر عدد من الباحثين والباحثات من ضمنهم الدكتور اسماعيل وهو أستاذ مشارك في برنامج علم الاجتماع وعلم الإنسان في معهد الدوحة للدراسات العليا، عمل في عدة جامعات عربية وأجنبية. بالإضافة إلى عمله كباحث جامعي، فهو يعمل كناقد أدبي وفني. يهتم في دراسة المادة واللغة والتشكيل الأدبي والفني وعلم الجمال. قدم الدكتور اسماعيل ورقة بحثية بعنوان جينيولوجيا المشهد في رسوم أدب الأطفال العربي: حسين بيكار وطلابه. والتي تعيد التسليط على إنجازات مدونة دار الفتى العربي البصرية وبالتركيز على الفنان حسين بيكار الذي اثر في هذا الإرث الفني الذي شكل البنية التحتية البصرية التي بنى عليها الفنانون مداخلاتهم الفنية والأدبية في مدونة دار الفتى العربي. تمحورت المداخلة حول سمات هذا الإرث الفني المهني وتاريخ تشكله في سياق تطور حقل الفن التشكيلي المصري الحديث.


تضمنت الجلسة الاولى محور النصوص البصرية والرسومات في أدب الأطفال وأدب اليافعين/ات العربي، فقدم د. على الجعفر من الكويت ورقة بعنون قصص الأطفال المصوّرة وفق معايير الخطاب البصري الفعّال: تجليات الخط العربي كنموذج. وقدم الدكتور عبد الكريم المناوي من المغرب ورقة تناولت سينما التحريك وأثرها على أدب الطفل. أما المحور الثاني فتناول الهوية والتنوع والاختلاف في أدب الأطفال وأدب اليافعين/ات. أدارت الجلسة الدكتورة رزان ابراهيم من الاردن وضمت الجلسة عدد من الاوراق المتنوعة. فقدم الدكتور خالد حسين من العراق ورقة بعنوان تحولات الهوية في أدب الطفل العراقي (المراحل وارتهانات السلطة)، وقدمت الدكتورة حورية نهاري من الجزائر ورقة تتحدث عن الهوية والانتماء الأمازيغي في أدب الطفل في الكتب المدرسة الجزائرية في مرحلة التعليم الابتدائي. وقام الدكتور محمد صابر من العراق بتقديم ورقة عن اشكالية الهوية في أدب الأطفال واليافعين العربي. وقدمت الدكتورة صباح عيسوي من المملكة العربية السعودية قراءة في أبرز النظريات النقدية العالمية: الدراسات الأدبية للإعاقة أنموذجا.


تضمن المحور الثلث موضوع الموروث الشعبي وتجلياته في أدب الأطفال وأدب اليافعين/ات العربي وقدمت الجلسة السيدة تغريد النجار صاحبة دار السلوى للنشر والتوزيع. وضمت الجلسة ورقة قدمتها الدكتورة سونيا النمر من فلسطين عن رحلة عابرة للزمن في جغرافيات الحكايا. والصحفية العمانية أمامة اللواتي تحدثت عن أدب الطفل في سلطة عمان دراسة في مضامين نماذج من القصص العمانية. أما اليوم الثاني فقد تضمن ورقة قدمها الدكتور أيمن الدسوقي، أستاذ الأدب العربي الحديث والأدب المقارن بمعهد الدوحة للدراسات العليا. وقد عمل أستاذا للأدب العربي والأدب المقارن بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن (منذ العام 2002) وأسس مركزا للدراسات الثقافية والأدبية ودراسات ما بعد الاستعمار بالجامعة وأداره حتى العام 2012. الدكتور أيمن قدم ورقة بعنوان هل من عالم نقدي لادب الاطفال؟ يتحدث الباحث عن اشكالات النقد والتنظير من منظور الادب المقارن. استندت الورقة على متابعة التطورات التي شهدتها وتشهدها مفاهيم أساسية مثل "الأدب" و”الطفل"والتي بدورها اثرت على فهم وتلقي أدب الأطفال في السياق العربي. وانعكاس كل هذا على التوجه النقدي والاسئلة التي تحيطه مثل من هو جمهور هذا النقد. يطرح عدد من التحديات المنهجية والنقدية والتي تصب في مجال الأدب المقارن كحقل تنظيري معرفي عابر للحدود والتخصصات… ترتكز مداخلة الدكتور أيمن هنا على بعض المقاربات النظرية والتي تهدف إلى المساهمة في فك الحصار والتهميش لأدب الأطفال ثقافياً ومعرفياً وأكاديمياً.


المحور الثالث تضمن تجارب عينية من حيث مفاهيمها ومنهجها (نقد النقد) قدمها الدكتور سماح ادريس من لبنان. الدكتور سماح رئيس تحرير مجلّة الآداب. تضمنت الجلسة عدة اوراق بحثية فقدمت الدكتورة سهام حرب من لبنان ورقة تتحدث عن المشهد النقدي في لبنان لأدب الاطفال توصيفا ونقدا . والدكتورة فتيحة شفيري من الجزار تحدثت عن أدب الطفل الجزائري في ميزان النقد بين الانطابعية والتأصيل. والدكتورة هالة بزري من لبنان قدمت ورقة عن التجربة اللبنانية في نقد أدب الاطفال وقامت سارة زهران من فلسطين بتقديم تجربة مؤسسة تامر مع الاطفال والمكتبيين/ات. تضمن المؤتمر أيضاً جلسة تحت محور الحرب والهجرة قدمها السيدة كاثي خطار، مديرة المنح في الصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق. خلال الجلسة قدمت أليس عودة من فلسطين ورقة عن ملاجئ، غارات وخوف: الحرب وأنعكاساتها في أدب الطفل العربي. كما وقدمت وربا طوطح من فلسطين ورقة بعنوان "عن التهجير وفي التهجير: كتاب الطفل العربي". وقدمت آية يونس من الاردن ورقة بعنوان ظلال معاصرة الحرب والتهجير في دعم وتشكيل ثقافة أدب الطفل العربي. قدم الدكتور محمود العطشان أستاذ في الأدب والنقد في دائرة اللغة العربية في جامعة بيرزيت جلسة تحت عنوان عدسة مقربة (موضوعات خاصة في أدب الاطفال). تضمنت الجلسة ورقة قدمتها سوزان ابو غيدا من لبنان عن الجنس في أدب الاطفال واليافعين واليافعات. وقدمت الدكتورة بعاد خالص من فلسطين ورقة عن تحليل القصص الالكترونية المستخدمة في رياض الأطفال في محافظة القدس في ضوء معايير أدب الأطفال. وقام الاستاذ صابر المدلل من تونس بتقديم ورقة بعنوان "أركيولوجيا الترجمة للطفل العربي".المحور الاخير في هذا المؤتمر تحدث عن جوائز أدب الاطفال وقدمته الدكتورة صفاء أبو عصب مديرة برامج تطوير المجتمع المدني الفلسطيني و برنامج أدب الأطفال الاقليمي في الوطن العربي في مؤسسة دياكونيا السويدية في القدس. خلال هذه الجلسة قدمت وفاء قسوس من الاردن تجربة "جائزة أدب الطفل" في مؤسسة عبد الحميد شومان. وقامت الدكتورة هنادة خرمة من فلسطين بتقديم ورقة بعنوان الطفولة كما يراها كتابها، حضورها نصا وغيابها فعلا .



بالختام تم نقاش كافة المقترحات والتوصيات التي قدمت خلال الجلسات والمحاور المختلفة وتم التشديد على أهمية التفكير بالمتلقي "الطفل" عند التطرق الى نقد أدب الطفل. بالنهاية عبرت مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي عن أملها ان يشكل هذا المؤتمر خطوة باتجاه تطوير أدب الاطفال واليافعين، والذي بدوره، سيكون ذا اثر في بناء طفل/ة قادر/ة على التحليل والتقكير الناقد، وصاحب/ة مخيلة غنية، تمكنه/ا من تشكيل هوية وطنية تقوم على التفاعل والاجتهاد، وتستند الى مفاهيم انسانية كونية."

اشترك في القائمة البريدية