برنامج غزة للصحة النفسية تطالب الهيئات التشريعية الفلسطينية والسلطات التنفيذية للعمل علي تحسين أوضاع المرأة في المجتمع الفلسطيني

يحتفل العالم بمناسبة يوم المرأة العالمي والذي يأتي في ظل تزايد مظاهر العدوان الإسرائيلي، ويتم الاعتداء على الإنسان والبيئة والمؤسسة الفلسطينية ويتم التنكر لحقوقنا السياسية والمدنية وأهمها حقنا في الاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولتنا الفلسطينية على أرضنا والسيادة على مقدساتنا ومواردنا الطبيعية.

تحل علينا هذه الذكرى ولا يزال واقع النساء الفلسطينيات يختلف بكثير عن واقع غيرهن من نساء العالم، حيث يأتي وسط تشتت الأولويات وضياع الحقوق وتعدد المعارك التي يخضنها في مجتمع يخوض نضاله الطويل ضد الاحتلال.

إن معاناة النساء الفلسطينيات تتضاعف في ظل العدوان الاسرائيلي المتكرر وتردي الاوضاع الاقتصادية وازدياد شدة الحصار في غزة والاعتداءات المختلفة والاعتقال والتعذيب والاعدامات الميدانية في الضفة الغربية.

إننا نؤمن أن دور المرأة السياسي والاجتماعي كأم وزوجة وابنة وربة بيت لا يقل أهمية عن دور القادة أو العلماء بل يتعداه إلى ما هو أهم وهو تنشئة وتربية الإنسان الذي يمثل فلسطين المستقبل.

فهي تشكل عنصراً أساسياً ومهماً في المجتمع الفلسطيني ورافد أساسي في الحياة الأسرية وسلامة المجتمع فهي المسؤولة الأولى عن تربية الأطفال وسلامتهم الجسدية والنفسية، وكما تثبت جميع آراء العلماء ونتائج الأبحاث العلمية التي قام بها برنامج غزة للصحة النفسية أن هناك علاقة أساسية بين الصحة النفسية للأم والطفل وأن الاتزان والسلامة النفسية للأم ينعكس بشكل إيجابي على الطفل والأسرة ويساهم في بناء أسرة متماسكة قوية وقادرة على تنشئة أطفال أصحاء وأقوياء قادرين على مواجهة صعوبات الحياة ومتطلباتها والتأقلم معها. كما أن الضغوط التي تعاني منها المرأة لا تنعكس فقط علي صحتها النفسية وعلي مستوي أدائها لواجباتها بل تنعكس بالضرورة علي أسرتها وكل محيطها الاجتماعي.

إن المجتمع الفلسطيني بكافة مؤسساته وأطيافه السياسية والاجتماعية مطالب اليوم بإدراج قضية المرأة كأحد القضايا الاجتماعية الأساسية على أجندة البحث والنقاش من أجل دعم مشاركتها وتعزيز دورها داخل الأسرة والمجتمع وبضمنها المشاركة السياسية خاصة في مراكز صنع القرار وذلك بناءً على فهم معمق للواقع الفلسطيني.

كما وندعو إلى دعم جهود تجريم العنف العائلي ضد المرأة والطفل ومعاقبة مرتكبيه. ونطالب الهيئات التشريعية الفلسطينية والسلطات التنفيذية للعمل علي تحسين أوضاع المرأة في المجتمع الفلسطيني، حيث ان لها تاريخاً يؤهلها للوفاء بمسئولياتها وخوض النضالات، واستطاعت أن تثبت دورها في كل مجالات الحياة المدنية وهي تستحق بحق أن ننظر لها بعين التقدير وأن نحشد من أجلها ومن أجل بناء مجتمع حضاري كل الأصوات لنصرة قضاياها العادلة.

اشترك في القائمة البريدية