عرضت جمعية النجادة الفلسطينية بمقرها بمحافظة شمال غزة  الفيلم الروائي القصير "الحالة تعبانة",  للمخرجة الفلسطينية الشابة "دارا خضر" , بحضور عدد من الفئات الشابة والمهتمين من وجهاء ومحاضرين جامعيين .
الفيلم بدا واضحاً لا يسرد قصة امرأة واحدة بل جاء بنماذج مختلفة وحالات متعددة , و بيئات مختلفة متقاربات في حالة تعبهن ووجعهن , هذه الحالة كانت نتاج لحالة عامة يعيشها الشعب الفلسطيني من تردى للوضع الاقتصادي, وزيادة معدلات الفقر والبطالة والعنوسة .

تبلور الفيلم  حول فتاتين  شابتين تعانين من البطالة والظلم الاجتماعي ، والتضحية بأحلامهم وأمالهم، مما دفعهن للبحث عن عمل و التمسك بأول فرصة عمل , وبمحض الصدفة يحصلن على عمل مؤقت كباحثات ميدانيات  مقابل مبلغ قليل من المال، وخلال رحلتهن الميدانية يلتقين بعدد من حالات المشابه لهن بمختلف تضحيات والظلم .

حيث كانت القضية الابرز الفقر وانعكاساته على حرمان بعض الفتيات من التعليم، والعمل للتمكن من مساعدة الاهل، واضطرار اخريات الى العمل مقابل أجر بسيط يؤمن لهن حل جزئي لمشاكلهن اليومية، اضافة الى حرمان أخريات من الزواج كونهن يعتبرن مصدر مدر للدخل للأسرة، كما تطرق الفيلم لحالات الزواج القسري الغرض منه تخفيف العبء المادي عن الاسرة.

وأدارت النقاش بعد عرض الفيلم " م. أريج إسماعيل " ، حيث تخلل النقاش العديد من الموضوعات التي تناولها الفيلم ,كما رصد صوراً واقعيةً تعبر عن المشكلات التي تعاني منها " المرأة الفلسطينية " وخاصة الفتاة الشابه، وناقشت مع الحضور القضايا الاجتماعية التي عالجها الفيلم، ومنها تعليم المرأة والعنوسة والأوضاع الاقتصادية، وتحدثت عن نجاح المخرجة في تسليط الضوء حول بعض قضايا المجتمع بطريقة واقعية مؤثرة , وأوضحت أن هذه المشكلات لا يمكن أن تزول إلا بوضع خطط تنموية طويلة الأمد من أجل حياة أفضل للمرأة الفلسطينية.

يأتي هذا العرض ضمن مجموعة من العروض المميزة التي حصلت عليها جمعية النجادة الفلسطينية من خلال منحة صغيره ضمن مشروع " يلا نشوف فيلم!" ، والذي تنفذه مؤسسة شاشات سينما المرأة وبالشراكة مع جمعية الخريجات الجامعيات في غزة ومؤسسة عباد الشمس ؛ لحماية الانسان والبيئة , بتمويل رئيس من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج " تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين"، وبتمويل مساعد من  CFD السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين.