مجلس إدارة مؤسسة لجان العمل الصحي السابق يستعرض حصيلة عمله


إستعرض مجلس إدارة مؤسسة لجان العمل الصحي السابق حصيلة أعماله خلال الدورة التي شغلها والتي إمتدت لعامين وقال رئيس المجلس السابق فريد مرة في التقرير الإداري الذي قدمه لقد إهتم مجلس إدارة مؤسسة لجان العمل الصحي بشكل عام في تثبيت هوية المؤسسة وتعميق ثقافتها والحفاظ على دورها التنموي والوطني والتقدمي وعمل على أن تكون مستقرة إدارياً وإجتماعياً ومالياً، ملتزماً بتحقيق رؤيتها (مجتمع  فلسطيني حر يتمتع  بحقوقه الصحية والتنموية على أساس العدالة والإنصاف) ورسالتها: (لجان العمل الصحي مؤسسه فلسطينية أهلية تقدمية، تعمل في التنمية والصحية والمجتمعية في الارض الفلسطينية بمنظور حقوقي، من خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية وبناء النماذج التنموية لكافة شرائح المجتمع وخاصةً الفقراء والمهمشين، والضغط والمناصرة بهدف التأثير في السياسات والتشريعات وصولا إلى مجتمع ديمقراطي حر يتمتع مواطينه بحقوقهم الاجتماعية ). وقيمها من خلال تحديد ومتابعة تطبيق السياسات ذات العلاقة.


 وأضاف نعكس لكم واقع  المؤسسة الإداري والمالي والاجتماعي بشكل عام ومختصر، حتى يتسنى للجميع التعرف على واقع المؤسسة بنقاط قوتها وضعفها والتحديات والفرص التي تواجهها وعلى دورها الاجتماعي والتنموي والوطني ولكي يستشرف مستقبلها، وبالتالي تحديد المسؤوليات التي تقع على عاتق  الهيئة العامة ومجلس الإدارة القادم. مرفقاً معه الكتاب السنوي والذي يتعرض لنشاطات المؤسسة بالتفصيل.


وأوضح أن المجلس قام بتشكيل عدد من اللجان ومنها لجنة العطاءات ولجنة الرقابة الداخلية وعقد 19 إجتماعاً خلال دورته التي إمتدت من 16/8/2016- 1/7/2018بالإضافة إلى العديد من الاجتماعات الخاصة لمناقشة وإقرار الخطط  والتقارير النصف سنوية والسنوية  للمؤسسة.

 

وعلى الصعيد الإداري أكد أن المجلس عمل على إعداد أنظمة  جديدة تتلائم مع مهنية المؤسسة وجودة عملها وقيمها وتطورها، وكذلك الاهتمام العالي بجودة ونوعية عملها، وهي بصدد التطوير الإداري وذلك بتطبيق إدارة الجودة الشاملة بشكل شامل. وبناءً على ما تقدم نستطيع القول أن المؤسسة وعلى جميع الصعد الإدارية تعمل بمهنية عالية، وأن إنجاز ذلك قد تم على مدار سنوات عدة وحتى اللحظة.


أما إجتماعياً فلقد عززت المؤسسة سمعتها ودورها وعلاقاتها وثقة المؤسسات المالية من بنوك وشركات وممولين بها وكذلك من خلال العلاقة مع جهات التمويل وقد غدت فاعلة ومؤثرة على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي والدولي من خلال برامج عملها ونشاطاتها في المؤتمرات والندوات الخاصة ومساهمتها بالمؤتمرات والندوات العامة، ومن خلال علاقاتها بالشبكات والإئتلافات والمنتديات المحلية والدولية، وكذلك من خلال تفاعلها مع القضايا الوطنية إن كان بالموقف وإصدار البيانات أو من خلال المشاركة بالفعاليات أو من خلال حضورها  الإعلامي.


وفي الجانب المالي أوضح أن المؤسسة إتخذت عدة إجراءات وسياسات بهدف تعزيز وتنمية الموارد الذاتية وتكريس فكرة الاعتماد على الذات في ظل تراجع حجم التمويل الخارجي لفلسطين إلى الثلث حيث يتم توجيه التمويل الخارجي إلى الجهات الرسمية الفلسطينية على إعتبار أنها المسؤول الأول عن الخدمات، وأصبحت توجهات الممولين تميل بإتجاه  تمويل المشاريع ذات البعد الحقوقي للصحة، فعملت المؤسسة على تحويل خطتها الاستراتيجية بهذا الإتجاه وترى أن هذا التوجه فرصة جيدة  للتمويل الخارجي، لذا فإن المؤسسة تعمل بمهنية وخبرة عالية  في هذا الإتجاه مستثمرة أية فرصة للتمويل. وتم  إقرار سياسة وقف أماكن النزف في المؤسسة، وأكدت على إلتزامها بالعمل في المناطق الفقيرة والمهمشة وتنويع آليات الوصول إليها والعمل معها. إضافةً إلى ذلك أكدت على إستمرار إلتزامها في برنامج الصحة المدرسية بالقدس. أي أن المؤسسة وبسياستها  وقرارتها تتحمل أعباء تفرضها عليها رسالتها ودورها وتعتبر هذه خطوط حمر لم ولن تتجاوزها.


وبما يتعلق بثقافة وسياسات المؤسسة وقيمها أكد أن المؤسسة وضعت إجراءات للتأكد من رسوخ هذه القيم بالمؤسسة، فالشفافية والمهنية والمحافظة على كرامة الإنسان وجميع القيم التي تتبناها المؤسسة لم تكن مجرد شعارات تزين بها الخطة الاستراتيجية. فيما عمل المجلس على ترسيخ سياسة الدعم والتكامل مع الهيئة الإدارية التنفيذية، ومتابعة ومراقبة عمل المؤسسة بشكل عام والتأكد من سلامة سير العمل، والمهنية وإحترام المرجعيات والإلتزام بالأنظمة وقوانين المؤسسة، وتثبيت السياسات المالية، والتأكيد على ضرورة تطبيق نظام الجودة الشاملة بالمؤسسة، وإعتماد الدراسات العلمية في إتخاذ القرارات، والاحتكام دوماً لقوانين المؤسسة في أية قضية، والتأكيد على ضرورة إدارة المؤسسة بالاعتماد على البعد الإنساني، والاهتمام بعملية تسويق المؤسسة، والتأكيد على أن يكون للمؤسسة دور فاعل ورائد في الإئتلافات والمنتديات والتجمعات ذات العلاقة محلياً وخارجياً.


كما إستعرض المجلس محطات التميز في العام الماضي التي حققتها المؤسسة ومنها تشغيل العيادة الوردية المتنقلة الخاصة بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، والتي كانت ثمرة لمصداقية وجهد عمل اللجان وبالتحديد مركز دنيا، ونتاج نشاطات وتبرعات وطنية محلية. وترخيص وإفتتاح مستشفى د.أحمد المسلماني في بيت ساحور بعد جهد عال ومهني خاص بعملية  التجهيز وبعد الحصول على الترخيص. وإستثمار مبنى مستشفى طوباس من خلال العمل على إفتتاح قسم للجراحة النهارية، والقسم الأخر منه يتم تأهيله لإفتتاح مركز إشراقة الثالث كمساحة آمنة للنساء. وحصول المؤسسة ومركز دنيا بالتحديد على جائزة البنك الإسلامي العربي لتميزه في تقديم خدمات نوعية تخدم المرأة، وإفتتاح مراكز خاصة بالصحة الإنجابية ببعدها الشمولي والتنموي (إشراقة /قليقيلية، إشراقة/ الخليل، ويجري والعمل لإفتتاح إشراقة/طوباس) وهذه المراكز تختص بقضايا النساء الصحية والتنموية والثقافية والاجتماعية. وتثبيت وتطوير البناء الديمقراطي والإداري المهني للمؤسسة إبتداءاً من الهيئة العامة إلى مجلس الإدارة  إلى الإدارة التنفيذية وإدارات المراكز والبرامج.


كما تناول المجلس التحديات التي تواجه المؤسسة وعلى رأسها التغيير في سياسات الممولين تجاه مؤسسات المجتمع المدني حيث أن هناك تغيير في التوجهات والأولويات. التأثير في السياسات والمناصرة وبناء القدرات أصبحت من الأولويات وأما دعم الخدمات فقد أصيح ثانوياً على إعتبار أنه مسؤولية الحكومة. التمويل المشروط بإزدياد وهذا يشكل عائقاً أمام محاولات المؤسسة للخروج من الأزمة الاقتصادية. وإستمرار القرار الإسرائيلي بمنع المؤسسة من العمل في القدس بموجب قرار ما يسمى وزارة الدفاع الإسرائيلي.


وإستعرض المجلس الفرص أيضاً أمام المؤسسة وقدم شرحاً حول دوائر المؤسسة ومراكزها وعياداتها وبرامجها الصحية والتنموية ودور دائرة العلاقات العامة والإعلام ودائرة السياسات.

وفي كلمة المؤسسة أمام مؤتمر الهيئة العامة الذي حضرته عدد من المؤسسات الرسمية والأهلية والشخصيات الاعتبارية كان رئيس المجلس السابق وبعد ترحيبه بالحضورقال إن انجازات مؤسسة  لجان العمل الصحي ودورها المجتمعي ظاهرة للعيان. لذا وفي هذه الكلمة لن أتحدث عن  الانجازت والدور، بل سأحاول الإجابة على سؤال: أين تقف المؤسسة؟ وأين تتجه بشكل جوهري وعام.


وأضاف لقد إنطلقت مؤسسة لجان العمل الصحي منذ أكثر من ثلاثين عاماً، كإطار جماهيري وطني  ديمقراطي نقابي تقدمي مقاوم، متخذة من الموضوع الصحي أساساً لعملها، حاملة معها الهم الوطني  وهموم وقضايا الفقراء، متكاملة مع مركبات العمل الوطني والاجتماعي العام. معتمدة وبشكل رئيس على العمل التطوعي الجماعي ببعده التضحوي متبرعة بوقتها وخبراتها وأحياناً بمالها بقدر إستطاعتها معتمدة بشكل كلي على الذات، مندمجةً مع جمهورها في القرى والمخيمات الفلسطينية، ويبادلها الجمهور الاحترام  والتقبل والثقة، وكان لها عملها الوطني والاجتماعي والنقابي والخدماتي  المميز قبل  إتفاقات أوسلو وقبل وجود السلطة الفلسطينية. وأضاف إن وجود السلطة إقترن بشكل مباشر بعملية بناء المؤسسات والتمويل الخارجي، وقد تأثرت بهذا التوجه أو بهذه الموجة كل الأطر الجماهيرية، وهنا ساد جدل حول التخوف والقلق من هذا التحول وأبدى الكثيرون قلقهم من أن تبتعد الأطر الجماهيرية عن دورها الرئيسي وتخسر جوهرها. إلا أن الموقف كان بأن علينا المحافظة على الإطارالجماهيري وبذات الوقت الإستفادة من فرصة قانونية بناء المؤسسات والتمويل، وبهذا التوجه وعلى هذا الأساس تم بناء مؤسسة لجان العمل الصحي.


ومع التحول لمؤسسة أصبح من الضروري الحديث عن  موظفين وأجور ورواتب ومصاريف وحقوق  وأنظمة وقوانين. وبالتالي جاءت ثقافة المشاريع ومهارة كتابتها والعلاقة مع الممول ودخلنا بمعركة  التمويل المشروط، والعمل المجتمعي أصبح يعتمد على التدريب وبناء القدرات وإنجاز الحقوق يعتمد على عملية ما يسمى الضغط والمناصرة، من خلال بناء الإئتلافات والشبكات والمنتديات. وبالرغم  من الدور الايجابي لهذه البنية وهذا التوجه، ألا أن هذا التوجه بشكل عام أدى إلى تراجع كبير  للعمل التطوعي وثقافته وكذلك إلى تراجع العمل النقابي وفقد الاعتماد على الذات، وضربت علاقة الثقة مع الجماهير وأصبحت مؤسسات ما يسمى الأنجزة بموضع  تساؤول أمام الجماهير وكذلك  تراجعت روح الجماعة. لذلك بدأ سؤال يبرز حول مبرر وجود هذه المؤسسات وماهو مبرر إحتضانها ودعمها.


وإستطرد بالقول لقد تأثرت لجان العمل الصحي بكل ذلك وهي جزء من هذه الحالة، والسؤال الكبير أمام اللجان كان ما هو المخرج؟ ومن خلال الاعتماد على العلم  والخبرة  وأخذ الخصوصية بعين   الاعتبار وبهدف المحافظة على المؤسسة وجوهرها عملت وما زالت على الاهتمام بالعمل التطوعي وتطويره وتعتبر ذلك جزء من إسترتيجيات عملها الأساسي وإتخذت  مجموعة خطوات عملية في  هذا الاتجاه، إضافة إلى ذلك رفضت المؤسسة وما زالت ترفض التمويل المشروط، وتبني خططها الاستراتيجية إعتماداً على قيمها التي تؤمن بها وتعمل على تعزيز ثقافتها وتنشرها خارجياً وهي  بصدد إيلاء إهتمام حقيقي مدروس ومخطط بالعمل  النقابي.


وختم كلمته بالشكر والتقدير لكافة العاملين والعاملات في المؤسسة الذين يبذلون الجهود الكبيرة من أجل الانجاز والتميز، وأبرق لعوائل الشهداء والجرحى وأسرى الحرية بالتحية والتقدير على ما قدموه وبذلوه من تضحيات للوطن والشعب على طريق الحرية والإنعتاق من الاحتلال.

اشترك في القائمة البريدية